انتقد مهنيون بميناء أكادير فرض الراحة البيولوجية على البحارة خلال شهر يوليوز دون استشارة الجهات الممثلة لهم، ودون إقرار أي تعويضات.
وأوضح هؤلاء في تصريحات صحفية بأن البحارة والعمال يمرون بظروف مادية صعبة، مشيرين إلى أن من شأت الراحة البيولوجية أن تفاقم هذا الوضع، خاصة في ظل موجة الغلاء وارتفاع الأسعار التي تشهدها المملكة.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، أفاد رئيس تنسيقية ربابنة صيد الأربيان في أعالي البحار، إلياس قصاري، بأن “المهنيين تفاجؤوا بقرار الوزارة تطبيق الراحة البيولوجية دون استشارتهم”، مشيرا إلى أن “هذا القرار اتخذ قبيل فترة العيد وتزامنا مع العطلة الصيفية واقتراب الدخول المدرسي، وكلها فترات تعرف ضغوطات مادية للأسر”.
وأوضح قصاري بأن “نظام الراحة البيولوجية يتم الاشتغال به من 2013 إلى 2017، أي لما يقارب 4 سنوات دون أن يعطي ثماره، فيما تم تغييره من 2017 إلى الآن بنظام يعرف بـ”زومينغ” أي راحة بيولوجية لمناطق توالد صغار الأربيان الوردي وفترة الراحة للأربيان الملكي”.
ووفقا للمتحدث نفسه، فقد “خلق فرض الراحة البيولوجية حالة من الفوضى بميناء أكادير، وذلك بسبب الاكتظاظ وعدم تمكن العديد من البواخر من الرسو في الميناء الذي امتلأ عن آخره”.
وأكد رئيس تنسيقية ربابنة صيد الأربيان في أعالي البحار أن “ميناء أكادير لا توجد به حاليا أماكن لرسو البواخر، لأن هذه الراحة تزامنت مع راحة بواخر صيد الأخطبوط، إضافة إلى تزامنها مع توقف قوارب الصيد الصغيرة خلال فترة العيد”.
ونبه المتحدث نفسه إلى أن “تزامن فترات الراحة والاكتظاظ الهائل الذي يعرفه الميناء يولد خطر الاصطدام بين البواخر ونشوب الحرائق التي قد تنتج عن أعمال الصيانة، وهذا الأمر قد يؤدي لكارثة”، وفق تعبيره.
ومن جهة أخرى، توقف قصاري عند الخسائر المادية التي سيخلفها فرض الراحة البيولوجية، مشيرا إلى أن “بواخر الصيد في أعالي البحار عندما تغادر الميناء تكون قد تعبأت بمؤونة تكفيها لـ45 يوما على الأقل، بما في ذلك الغازوال المستعمل والغذاء الكافي للبحارة، فيما ألزم القرار الصادر بشكل مفاجئ المهنيين بالتوقف عن العمل في غضون 20 يوما”.
وخلص قصاري إلى القرار المذكور “تضررت منه 3 شركات تضم 36 باخرة على متنها 600 بحارا يعيلون أسرا وعائلات، وهم الذين يعانون سلفا من أزمات فاقمت حدتها الديون المتراكمة عليهم”، فيما دعا الوزارة الوصية إلى التواصل مع المهنيين والأخذ بمشورتهم قبل اتخاذ قرارات مماثلة في المستقبل.