القضاء يسدل الستار على قضية اختطاف مسنة من أجل 20 مليون سنتيم

مجتمع

أسدلت محكمة الاستئناف بالجديدة، مؤخرا، الستار على واحدة من أكثر القضايا التي هزت الرأي العام المحلي، والمتعلقة بعصابة مكوّنة من أربعة أشخاص، بينهم فتاة، تورطوا في اختطاف مسنة تبلغ من العمر أكثر من 75 سنة، بهدف الاستيلاء على مبلغ مالي قدره 20 مليون سنتيم.

وبحسب معطيات أوردتها يومية “الصباح” في عددها الصادر يوم الجمعة 26 شتنبر 2025، فقد خطط أفراد العصابة لعملية الاختطاف بعد حصولهم على معلومات دقيقة من ابن شقيق الضحية، الذي أمدهم بكل التفاصيل التي سهلت عليهم رسم خطة استهداف العجوز التي تعيش وحيدة بمدينة سيدي بنور.

هيئة الحكم، وبعد ثلاث جلسات من المرافعات، اقتنعت بالمنسوب إلى المتهمين، وقضت بالسجن النافذ ثماني سنوات لكل من الفتاة وشريكيها، فيما نال ابن شقيق الضحية سنتين حبسا نافذا.

وخلال أطوار المحاكمة، تبين أن أفراد العصابة اكتروا سيارة من نوع “داسيا” لاستعمالها في تنفيذ الجريمة والهروب، بعد فشل خطتهم الأولى التي كانت تقضي بمداهمة منزل الضحية، إذ تزامن وصولهم مع خروجها إلى حمام شعبي، ليتحول المخطط إلى سيناريو آخر، تمثل في تعقبها واختطافها بالقوة لإجبارها على تسليم مفاتيح بيتها.

هذا، وقد وثقت كاميرات مراقبة مثبتة بالقرب من مكان الحادث مشاهد الاختطاف، حيث ظهرت الضحية تجبر على الصعود إلى السيارة، ومن تم جرى تكميم فمها بشريط لاصق على طريقة أفلام الرعب الهوليودية، تحت تهديد سلاح أبيض، قبل أن يجبرها أحد أفراد العصابة على تسليم مفاتيح المنزل.

وأفادت الجريدة بأن ما كان يُفترض أن يكون “صيدا ثمينا” انتهى بخيبة أمل كبيرة، بعدما فشل الجناة في العثور على المبلغ الذي خططوا لسلبه، وبدل الوصول إلى حلم “الثراء السريع” وتمويل رحلة سرية نحو “الضفة الأخرى”، وجدوا أنفسهم خلف القضبان لمدد طويلة.

هذا، وقد قادت التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية إلى توقيف الشابة المتورطة بحي الصفاء بالجديدة، قبل أن تكشف عن هوية شركائها في أولاد أفرج، كما أسفر البحث عن اعتقال ابن شقيق الضحية بمحطة القطار بالقنيطرة، بعد تنسيق أمني محكم مدعم بمعطيات دقيقة لمديرية مراقبة التراب الوطني.

وخلال الاستماع إليهم، اعترفت المتهمة الرئيسية أن الدافع وراء الجريمة كان توفير مبالغ مالية لتغطية مصاريف “الحريك” إلى أوروبا، أملا في اللحاق بوالدتها المقيمة في إسبانيا ووالدها الذي يعيش في إيطاليا، وهو الهدف نفسه الذي كان يراود أحد شركائها.

وبهذا، تكون المحكمة قد وضعت حدا لملف إجرامي هز الرأي العام الوطني، كما أظهر كيف يمكن للأحلام المجهضة بالهجرة السرية أن تتحول إلى كوابيس تدفع أصحابها إلى ارتكاب جرائم خطيرة تودي بحريتهم ومستقبلهم.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً