تستعد مدينة أكادير، عاصمة جهة سوس ماسة، لاستقبال العرس الكروي الإفريقي بروح متجددة، حيث يشهد محيط ملعب “أدرار” هذه الأيام دينامية عمرانية غير مسبوقة. فلم تعد الاستعدادات تقتصر على المستطيل الأخضر فحسب، بل امتدت لتشمل سفوح الجبال والمحيط العمراني، في مشهد يجسد تلاحم البعد الرياضي بالتنمية الحضرية الشاملة.
و تبدأ ملامح هذا التحول من سفوح الجبال المطلة على الملعب الكبير، والتي لم تعد مجرد تضاريس طبيعية، بل أصبحت جزءاً من الهوية البصرية للمدينة. فقد تم تزويدها بمنظومة إنارة ليلية حديثة تمنح المكان هيبة وجمالية خاصة تحت جنح الظلام، بالتوازي مع أوراش كبرى لتأهيل الطرق والمسالك. هذه الإصلاحات تهدف إلى ضمان انسيابية حركة السير وتسهيل وصول الجماهير، مع إعطاء المنطقة طابعاً عصرياً يليق بمكانة المغرب كوجهة دولية لاحتضان كبريات التظاهرات.
ولأن الإنسان هو جوهر التنمية، انصب الاهتمام أيضاً على تأهيل الأحياء السكنية المتواجدة في سفوح الجبال. فقد أطلقت السلطات ورشاً متكاملاً لإعادة الاعتبار للمنازل والبنايات، شمل تقوية البنى التحتية وتوفير التجهيزات الضرورية للساكنة، وذلك لضمان تناسق بصري واجتماعي بين الملعب العالمي ومحيطه السكني، في رؤية تهدف إلى إدماج هذه الأحياء في الطفرة التنموية التي تشهدها المنطقة.
هذا، و تجري هذه الأشغال والتحضيرات تحت عين لا تنام؛ حيث يشرف السيد سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، بشكل ميداني ومباشر على سير المشاريع. وتعكس هذه المتابعة الدقيقة حجم التعبئة الشاملة بين السلطات الولائية، والمصالح اللاممركزة، والجماعات الترابية، الذين يعملون كخلية نحل لضمان نجاح هذا الحدث القاري، وتقديم صورة مشرفة عن كرم الضيافة السوسية والقدرة المغربية على التنظيم المحكم.
هكذا، تواصل “غزالة سوس” تزيين فضاءاتها وسفوح جبالها، مؤكدة أنها ليست مجرد مدينة سياحية، بل قطب رياضي وحضري متكامل. ومع اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا، تبرز أكادير كواجهة حضارية مشرقة للمملكة، مستعدة لاستقبال ضيوف القارة السمراء في أجواء تمزج بين الأصالة المغربية والمعايير العالمية.


التعاليق (0)