قوة المواقع الإخبارية تقاس بثبات الترافيك عبر Google وليس بتفاعل منصات التواصل

العلوم والتكنولوجيا

agadir24 – أكادير24

إعداد: عبد الله بن عيسى | فريق تحرير أكادير24
أكادير – يوليوز 2025

رغم انتشار منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام كقنوات رئيسية لتداول الأخبار، تؤكد تقارير دولية أن المواقع الإخبارية التي تعتمد على محركات البحث كمصدر رئيسي للترافيك تحقق أداءً أكثر استقرارًا ومصداقية على المدى الطويل.

الترافيك عبر Google: مقياس النجاح الرقمي الحقيقي

بحسب تقرير نشرته شركة SEMrush المتخصصة في تحليلات الويب خلال يونيو 2025، فإن أكثر من 60% من زيارات أكبر المواقع الإخبارية في المغرب تأتي عبر Google، مقابل أقل من 20% عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويشرح راندي فيشكن (Rand Fishkin)، مؤسس شركة Moz المتخصصة في تحسين محركات البحث، في مقال عبر منصة SparkToro:

“تفاعل الشبكات الاجتماعية قد يمنح دفعة وقتية، لكن من حيث بناء علامة تجارية طويلة الأمد وجلب زوار مستقرين، لا شيء يعادل قوة محركات البحث.”

جودة الزوار: Google أولًا

  • المستخدم الذي يصل عبر Google يأتي عادة بنيّة بحث حقيقية، وهو ما يُسمى في علم التسويق بـIntent-Driven Traffic.
  • بينما غالبية تفاعل منصات التواصل يحدث بالمصادفة أو كرد فعل عاطفي سريع، دون ارتباط حقيقي بالمحتوى أو المنتج.
  • وتوضح بيانات Clapping Dog Media أن المواقع التي تعتمد على الترافيك العضوي تحقق عائدًا على الاستثمار (ROI) يفوق تفاعل السوشيال ميديا بأضعاف.

أكادير 24 نموذجًا: الترافيك العضوي يعزز الاستقلالية

في جهة سوس ماسة، يحتل موقع أكادير 24 (agadir24.info) مكانة متقدمة بين المنصات المحلية.
فحسب SimilarWeb لشهر يونيو 2025، يستقبل الموقع أكثر من مليون زيارة شهرية، منها 54.6% عبر محركات البحث، في حين لا تتجاوز نسبة الزيارات عبر Facebook وInstagram معًا 30%.

هذا التوازن يُظهر أن الموقع لا يعتمد على مزاجية المنصات الاجتماعية بل على زوار يبحثون عن المحتوى عبر Google، وهو ما يضمن استمراريته في حال تغيّرت سياسات فيسبوك أو إنستغرام.

لماذا يظل ثبات الترافيك عبر Google المؤشر الأقوى على مصداقية المواقع الإخبارية؟

يرى خبراء التسويق الرقمي أن ثبات عدد الزيارات التي تحققها المواقع الإخبارية عبر محرك البحث Google يظل المؤشر الأكثر قوة على مصداقيتها وحضورها المهني، مقارنة بما تسجله تلك المواقع من تفاعل عبر منصات مثل Facebook أو Instagram، التي تبقى مكملة ولا تمثل أساسًا لضمان الاستمرارية أو المصداقية الإعلامية.

وحسب آراء متطابقة صادرة عن مختصين في مجال تحسين محركات البحث (SEO)، فإن الاعتماد المفرط على الشبكات الاجتماعية في جذب الزوار لم يعد كافيًا لتأكيد جودة الموقع أو استقراره، خاصةً مع ما تعرفه هذه المنصات من تغييرات متواصلة في سياسات الخصوصية والخوارزميات التي تتحكم في توزيع المنشورات وتفاعل الجمهور معها.

ويؤكد الخبير الدولي في التسويق الرقمي، نيل باتيل، أن “أقوى العلامات على صدقية المواقع الإخبارية اليوم هو عدد الزيارات الطبيعي الذي تحصل عليه من محركات البحث دون اللجوء إلى إعلانات أو ترويج مدفوع”، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس جودة المحتوى وثقة المستخدمين ومحركات البحث معًا.

في هذا السياق، ينصح المختصون القائمين على المواقع الإخبارية بالتركيز في الدرجة الأولى على تحسين ظهورهم عبر نتائج البحث من خلال استراتيجيات SEO مدروسة تشمل تحسين العناوين والوصفات، وضمان بنية تقنية سليمة للموقع، وتحديث المحتوى باستمرار، ثم الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي كوسائل داعمة لزيادة الانتشار والتفاعل لا أكثر.

ويظل الهدف الرئيسي من هذا النهج الحفاظ على حضور مستدام للموقع ضمن نتائج البحث الأولى على Google، باعتبار ذلك عاملًا حاسمًا في جذب القارئ المستهدف بشكل دائم ومستقر، بعيدًا عن تقلبات خوارزميات Facebook وInstagram التي قد تؤثر في لحظة واحدة على مستوى التفاعل والوصول.

بهذا، يتأكد أن رهانات المواقع الإخبارية اليوم باتت تعتمد أكثر على قوة الظهور الطبيعي عبر Google كمؤشر أول على المصداقية المهنية، مع إبقاء قنوات التواصل الاجتماعي ضمن خانة الدعم والمساندة فقط.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً