خيّم جو من الحزن والصدمة على حي العرب بمدينة آيت ملول، صباح اليوم الإثنين ، إثر اكتشاف مروع هز أركان الحي. فقد عثر سكان على جثمان شخص مجهول الهوية داخل أسوار منزل قديم مُتهالك، كان مهملاً وشاهداً على مرور الزمن وتقلباته.
بدأت خيوط هذه الفاجعة تتكشف عندما انبعثت رائحة كريهة من داخل المنزل المهجور، لتثير فضول وحذر الجيران الذين استشعروا أن أمرًا جللاً قد وقع في هذا المكان الذي طالما أثار فيهم مشاعر الشفقة. لم يتردد السكان في إبلاغ السلطات المحلية على الفور، تعبيراً عن قلقهم العميق تجاه ما قد يكون كامنًا بين جدران هذا المسكن المنسي.
سرعان ما تحول محيط المنزل إلى مسرح للأحداث، حيث هرعت عناصر السلطة المحلية ورجال الأمن إلى عين المكان، يتقدمهم قائد الملحقة الإدارية الأولى، مدعومين بفريق متخصص من الشرطة العلمية والتقنية. فرضت الأطواق الأمنية حول المنطقة، وباشرت الفرق المختصة عملها الدقيق في محاولة لفك لغز هذه الواقعة الأليمة والكشف عن هوية المتوفى والظروف المحيطة بوفاته.
في صمت يسوده الذهول والحزن، باشر خبراء الشرطة العلمية عمليات التمشيط وجمع الأدلة من زوايا المنزل المتصدع، الذي يفتقر لأبسط مظاهر الحياة. كانت الأنظار تتنقل بين الجدران البالية والأنقاض المتراكمة، محاولة استنطاق المكان وكشف الأسرار التي قد تقود إلى معرفة صاحب هذا المصير المأساوي.
بينما كانت الإجراءات القانونية والأمنية تتخذ مجراها، ارتفعت همسات التساؤلات بين الجيران المكلومين. من يكون هذا الشخص الغريب الذي وجد ملاذه الأخير في هذا الخراب؟ وما هي الظروف القاسية التي قادته إلى هذا الموت وحيدًا؟ أسئلة بقيت معلقة في الأجواء المشحونة بالحزن والأسى.
بناءً على تعليمات النيابة العامة، تم نقل الجثمان إلى مستودع الأموات لإخضاعه للتشريح الطبي، في محاولة لتحديد سبب الوفاة وجمع المزيد من التفاصيل التي قد تساعد في كشف هوية الضحية وملابسات هذه الفاجعة التي ألقت بظلالها الداكنة على حي العرب الهادئ، تاركة وراءها شعورًا بالأسى والتساؤل في نفوس السكان.
التعاليق (0)