دراسة حديثة : “يمكن استئصال كورونا تماما من العالم”

فيروس كورونا سلالة خارج الحدود

أكادير24 | Agadir24

 

أكدت دراسة جديدة نشرت في المجلة الإلكترونية BMJ Global Health أن “استئصال فيروس كورونا تماما من العالم أمر ممكن ووارد”، مشيرة إلى أنه لا ينبغي على الأشخاص والمجتمعات أن يفقدوا الأمل حيال ذلك.

ووفقا للدراسة التي أشرف عليها علماء من نيوزيلندا، فقد تمت مقارنة فيروس كوفيد-19 بكل من الجدري وشلل الأطفال، مع النظر في العوامل الفنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لهذه الأوبئة، فوجدوا أن “الاستئصال قد يظل ممكنا، حتى لو لم يكن سهلا في حالة فيروس كورونا”.

الاستئصال والتخفيض الدائم للعدوى

عرف العلماء “الاستئصال” في ورقتهم البحثية على أنه : “التخفيض الدائم للعدوى العالمية التي يسببها عامل معين إلى الصفر، نتيجة لجهود متعمدة”.

وأشار العلماء إلى أن اللقاحات التي تم تطويرها وتدابير الصحة العامة وتنسيق الجهود على مستوى العالم هو الذي سيساعد على تحقيق هدف استئصال الفيروس والقضاء عليه، على غرار ما حدث مع ما سبقه من أوبئة.

وأضاف العلماء في تحليلهم للدراسة : “في حين أن تحليلنا هو جهد أولي، مع العديد من المكونات الذاتية، إلا أنه يضع إمكانية القضاء على كوفيد-19 أمرا ممكنا، لا سيما من حيث الجدوى الفنية”.

الفيروس اختفى فعلا في مناطق كثيرة من العالم

رغم أن SARS-CoV-2 يستمر في الانتشار على المستوى العالمي، إلا أن بعض الأماكن تمكنت فعلا من القضاء على الفيروس، حتى من دون التطعيم.

في هذا الصدد، أوضح العلماء أن دولا كبيرة مثل الصين وهونغ كونغ، ودول أصغر مثل أيسلندا ونيوزيلندا تمكنت من القضاء على الفيروس مؤقتا قبل إنتاج اللقاحات، وذلك عبر اللجوء إلى مراقبة الحدود والالتزام بالتدابير الوقائية كارتداء الأقنعة والتباعد الجسدي والاختبار وتتبع الاتصال.

أمراض تخلص منها العالم من قبل

ذكر العلماء بأن البشرية تمكنت فعلا من القضاء على مرض بشري واحد على الأقل، وهو الجدري، وذلك بعد العيش معه لمدة 3000 عام، قبل أن تنجح حملة لقاح عالمية واسعة النطاق في القضاء عليه عام 1980.

وإلى جانب ذلك، يعتبر القضاء على شلل الأطفال دليلا على نجاح خطة الاستئصال والتحصين التي تحدث عنها العلماء في دراستهم، على نحو تقريبي.

في هذا السياق، لفت العلماء إلى أنه تم القضاء على اثنين من الأنماط المصلية الثلاثة لفيروس شلل الأطفال على مستوى العالم، وانخفضت حالات الإصابة بفيروس شلل الأطفال البري بنسبة 99% من عام 1988 إلى عام 2018.

محددات رئيسية لاستئصال كورونا

في الدراسة الجديدة، تحدث فريق العلماء عن محددات رئيسية من شأنها أن تساعد على استئصال فيروس كورونا المستجد، وفي مقدمتها توفر لقاحات آمنة وفعالة، وعمر المناعة، وتأثير تدابير الصحة العامة (التدابير الاحترازية)، والإدارة الحكومية الفعالة لمكافحة العدوى.

ولفت العلماء إلى أنه بالنسبة لمواجهة فيروس كورونا، فقد التزمت العديد من الدول بهذه المحددات، أو على الأقل بعدد مهم منها، وذلك عكس ما حدث مع شلل الأطفال، إذ كان الالتزام بتطبيق هذه المحددات أقل مما هو عليه الآن.

وبناء عليه، خلص الفريق العلمي إلى أنه : “بالنظر إلى هذا التحليل الأولي، يبدو القضاء على كوفيد-19 أكثر جدوى من شلل الأطفال، ولكن أقل بكثير من الجدري”.

تحديات تقف أمام تنفيذ خطة الاستئصال

أوضح العلماء القائمون على الدراسة أن هناك تحديات تواجه تنفيذ خطة الاستئصال بالنسبة لفيروس كورونا، وفي مقدمتها تحوراته السريعة، وإمكانية وقوفها عائقا أمام فعالية اللقاحات.

وبالإضافة إلى ذلك، تحدث العلماء عن تحد آخر يكمن في التكاليف المرتفعة لتنفيذ برامج التطعيم ورفع مستوى أنظمة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الحيوانات البرية أو حتى الأليفة المتواجدة في المنازل، والتي تعمل كمستودع يحتضن الفيروس ويتيح له إمكانية التطور أكثر فأكثر.

الوجه الآخر لكوفيد-19

أوضح العلماء أن المساعي التي تبذلها الدول للسيطرة على جائحة كورونا لها أوجه إيجابية، مشيرين إلى أن تحسين النظم الصحية للعديد من البلدان قد تكون له أيضا فوائد كبيرة في السيطرة على الأمراض الأخرى كالحصبة مثلا.

هذا، ولفت العلماء إلى أن لتدابير الصحة العامة، مثل مراقبة الحدود، والتباعد الاجتماعي، وتتبع المخالطين، وارتداء الأقنعة فوائد تفوق التكاليف.

ووفقا لما أكده العلماء، فإن عددا من البلدان ستولي اهتماما أكبر خلال السنوات القادمة للمجال الطبي ولمكافحة الأمراض، كما أن بعضها سيرصد استثمارات ضخمة في التطعيم ضد الأوبئة والفيروسات الفتاكة.

إلى ذلك، أكد العلماء أن الاستنتاجات التي توصلوا إليها في إطار هذه الدراسة هي أولية فقط، وتحتاج إلى المزيد من التمحيص والتعمق فيها بشكل مكثف، داعين منظمة الصحة العالمية إلى مراجعة رسمية لخطة “استئصال” كورونا، وذلك من أجل القضاء على كوفيد-19 بشكل نهائي.

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.