تزنيت : جناح التوليد وأمراض النساء بالمستشفى الإقليمي، معاناة الحوامل و جحيم الأطباء.

جناح التوليد وأمراض النساء تزنيت أكادير والجهات

أكادير24 | Agadir24

كلنا نُقر أن حال المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتزنيت لم يرق يوما لتطلعات مواطني الإقليم ، كما أن قسم الولادة به كان دائما مثارا للجدل ، لكن المشكل تحوّل في الآونة الأخيرة بوحدة طب النساء و التوليد إلى ما يمكن وصفه ب”الكارثة” ، من خلال تخصيص طبيب واحد ووحيد فقط ، بهذا القسم يشتغل ليل نهار طيلة أيام الأسبوع و على حساب صحته من أجل التكفل بجميع النسوة المقبلات على الولادة من جل الجماعات الترابية التابعة للإقليم أو خارجه، و هو الأمر الذي لا يقبله العقل .

هذا يُشعرنا وكأننا أمام مستوصف لا يلقى لتطلعات أبناء الشعب وأبناء الكادحين بالإقليم مما يجعل معاناتهم أكثر وأكثر، فالدكتور “عبد القادر اخراز” ، الذي أسندت له هذه المهمة المستحيلة يعمل في ضغط و معاناة مستمرة ، و يقوم بالفحوصات العادية و الاستشارات و العمليات الجراحية القيصرية التي تصل في بعض الأيام لأزيد من ثمان ( 08 ) عمليات.

وفي بعض الليالي يغادر الدكتور ” السوبيرمان ” الجناح وما أن يضع رأسه على وسادته حتى يرن هاتفه ليعود من أدراجه من جديد ، و يقع كل هذا و ” الهفوة الخطيرة ” و ” الإخلال بالواجب المهني ” يترصدانه بسبب خطأ أو تأخر لدقائق كما وقع لزميل له في نفس التخصص سنة 2019 ، والذي كان يعمل لوحده 24 ساعة على 24 ساعة ، وبسبب ما اعتبرته الوزارة بالهفوة الخطيرة ، تم توقيفه بداعي أنه “غادر مقر عمله دون التكفل بأربع حالات نساء في طور الولادة، من بينها حالتان مستعجلتان بدون إذن أو مبرر قانوني “.

وبحسب مصادر الموقع ، فأزيد من 700 من النساء الحوامل يتم إحالتهن سنويا على المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير نظرا للخصاص المهول ، الذي يعرفه هذا المركز الاستشفائي و ما يشكله هذا الخصاص المهول من تعريض صريح لحياة المواطنين والمواطنات للخطر ومس خطير للحق في العلاج والتطبيب.

ويجعل هذا الوضع المترفقات من النسوة المقبلات على الولادة، بين نارين إما الموت في سيارة الإسعاف وهم في الطريق إلى المستشفى الجهوي بأكادير او تكليف نفسهن عناء مصاريف المصحة الخاصة من أجل الحفاظ على حياتهن وحياة جنينهن.

هنا نتساءل كيف لطبيب واحد أن يدبر هذا التخصص لوحده، ليل نهار، وماهي الخطوات التي اتخذتها إدارة المستشفى لسد هذا الخصاص بمعية رؤسائها إقليميا وجهويا، ما ذنب أبناء وبنات الشعب من هذه العشوائية التي يتخبط فيها هذا القطاع بالإقليم ؟ من يستفيد من هذه الوضعية الصحية ؟ وهل الفريق البرلماني وجميع المنتخبين والسلطات بالإقليم على علم هم الآخرون بهذه الأوضاع ؟؟

تزنيت – محمد بوالطعام

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.