مازال الدكتور محمد احدى يوصل اتحافنا باصداراته المتهمة بمنطقة الجنوب الشرقي للمغرب او كما يسميه في مجموعة من المؤلفاته بالمغرب العميق ,مسلطا الضوء على تاريخ هذا الجانب من بلدنا و محاول اماطة و ازالة الغبار و الغطاء عن مجموعة من الحقائق التي ساهمت في كتابة تاريخ المغرب عبر مختلف العصور , و بما تتوفر عليه من مقومات ثقافيو و اجتماعية و طبيعية و حضارية و ما ارتبط بذلك من اعراف و تقاليد و قيم و تركيبة سكانية متنوعة التي تميزها عن بقية المناطق الاخرى لياتي هذا الكتاب الذي يدخل ضمن الاصدارات المساهمة في التعريف بالمكون الاتنوغرافي لمنطقة تودغى و اميضر و شرق جبل صاغرو و الذي اتى كترجمة لاحدى الارشيفات الفرنسية و التي تؤرخ لحقبة الاستعمار و التي اعتمد فيها المستعمر الفرنسي على مجموعة من الدراسات و التقارير لسبر اغوار مناطق المغرب سعيا وراء سرعة اخضاعها و النفاد داخل نسيجها الاجتماعي و من بينها هذا التقرير الذي كتبه الملازم بوربير عن مصلحة الشؤون الاهلية خلال عملية التهدئة حول المنطقة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1928 و 1936م الذي ترجمه الدكتور احدى و اعطاه اسم تودغى و ياتي في اطار تجديد البحث التاريخي حول منطقة الجنوب الشرقي و اعادة النظر في مختلف مناهج العدة الاجرائية المتوارثة عن الاسطغرافية التقليدية و العمل على تجاوز تلك المسلمات و ذلك التقصير الذي طال تاريخ واحات مناطق الجنوب الشرقي للبلاد ,دون الركون بالمطلق الى مثل هذه التقارير الاستعمارية سواء التي كتبها الضابط جورج سبيلمان او مساعده بوربير موريس بحكم حمولتها الايديولوجية كما يؤكد الدكتور احدى كتاب تودغى اذن الذي قسمه الوؤلف الى ثلاثة فصول الاول خاص بتودغى و الثاني خاص ببلاد اميضر اما الثالث فيهم مناطق شرق صاغرو , هذا بالاضافة الى تقرير عبارة عن ملحق معزز بجداول تفصيلية لفروع قبائل المنطقة و اعيانها مع مابها سواقي و طرق و اسواق , دون نسيان تقديم الكتاب و تمهيد صاحب التقرير الاصلي الموقع بقلعة مكونة يوم فاتح ابريل سنة 1930 من طرف الملازم بوربير .
الكتاب اذن يعتبر قيمة تاريخية مهمة ستعزز المخزون التاريخي العلمي الذي سيساعد الطلبة و الباحثين و المهتمين بتاريخ هاته المناطق لما يمنحه من معلومات حول النسيج الاجتماعي المتنوع بها حيث العنصر العربي و الامازيغي و الحراطين و اليهود و غيرهم والذين تعايشو داخل تلك الواحات و القصور منذ الزمن الغابر و هو ما يزكي روح التسامح التي كانت تطيع المجتمع المغربي .
بوطيب خليفة الفيلالي
تودغى: إصدار جديد للدكتور امحمد احدى

التعاليق (0)