أطلق نشطاء مغاربة حملة تدعو إلى الابتعاد عن استعمال شواحن الهاتف المقلدة “الشارجوارات” بكثرة في الصيف، لأن حرارتها ترتفع بشكل ملحوظ، وهو ما يزيد من احتمالية اندلاع حرائق أو تعرض المستخدمين لحوادث مميتة.
وأكد النشطاء أن الشواحن التي لا تحترم معايير الجودة أصبحت متداولة بكثرة رغم التراجع النسبي في انتشارها بفضل الإجراءات الجمركية المشددة، منبهين إلى خطورة تركها متصلة
بالكهرباء بعد انتهاء عملية الشحن، خصوصا خلال فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير.
ونبه هؤلاء إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من احتمال حدوث تماس كهربائي أو ذوبان مكونات الشاحن، مع التحذير من مخاطر أخرى متعلقة باستخدام شواحن غير متوافقة مع نوع الهاتف، ما يتسبب في ضغط زائد على البطارية ويرفع من احتمالات الانفجار.
تدابير وقائية
كشف يوسف تيدريني، عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، أن موسم الصيف يعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، مما يستدعي اتخاذ جملة من التدابير الوقائية، خاصة فيما يتعلق بالاستخدام اليومي للتجهيزات الإلكترونية، وعلى رأسها شواحن الهواتف النقالة.
وأوضح تيدريني أن بعض الممارسات التي قد تبدو عادية في ظاهرها، مثل ترك الشواحن متصلة بالكهرباء لفترات طويلة أو وضعها في أماكن معرضة مباشرة لأشعة الشمس، يمكن أن يؤدي إلى نشوب حرائق أو إتلاف الأجهزة، بل قد يهدد سلامة الأفراد داخل المنازل أو الفضاءات العامة.
ونبه عضو المكتب التنفيذي للشبكة إلى أن من بين الأخطار التي تفاقم الوضع هو لجوء البعض إلى اقتناء شواحن أو معدات إلكترونية ذات جودة متدنية وبأثمنة زهيدة، مؤكدا أن “هذه المنتجات غالبا ما تفتقر إلى أدنى معايير السلامة، ولا تخضع للمراقبة التقنية اللازمة، مما يجعلها مصدرا مباشرا للخطر، خاصة في فترات الذروة الحرارية”.
الإهمال قد يعرض الأرواح للخطر
أفاد الفاعل المدني والحقوقي عبد الكبير جعفري، بأن “الكثير من الأشخاص لا يدركون أن بعض أنواع الشواحن، خصوصا غير الأصلية منها، لا تتحمل الحرارة المرتفعة أو التيار الكهربائي الزائد، مما قد يؤدي إلى تلفها أو انصهار مكوناتها الداخلية”، محذرا من أن “الإهمال في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية قد يعرض الأرواح للخطر، فضلا عن الخسائر المادية التي قد تكون باهظة”.
وأورد جعفري أن بعض السلوكات البسيطة ظاهريا قد تتسبب في حوادث مدمرة، مثل نشوب حرائق داخل البيوت أو المستودعات أو حتى في المحلات التجارية، لا سيما تلك التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، كمخازن الملابس أو محلات الإلكترونيات.
ولتفادي تسجيل مزيد من الحوادث المرتبطة بشواحن الهواتف النقالة، أكد المتحدث أنه لا بد من التعامل بشكل مسؤول ويقظ مع شواحن الهواتف النقالة من طرف جميع المواطنين، لحماية أنفسهم وأسرهم ومحيطهم من كوارث يمكن تفاديها بسهولة.
التوعية والتحسيس
أجمع كل من يوسف تيدريني، عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، والفاعل المدني والحقوقي عبد الكبير جعفري، على ضرورة نشر مزيد من الوعي لدى المواطنين، خصوصا فئة الشباب، حول ثقافة السلامة الكهربائية التي يجب أن تكون جزءا من السلوك اليومي.
ونادى المتحدثان بالمزيد من حملات التوعية والتحسيس من أجل تعزيز سلوك المواطنة والسلامة داخل الفضاءات الخاصة والعامة، وكذا الالتزام بعدم ترك الشاحن موصولا بالكهرباء بعد اكتمال الشحن، والاعتماد على شواحن ذات جودة عالية ومعتمدة من الشركات الأصلية.
وفي سياق متصل، شدد المتحدثان على أهمية تعزيز الحملات التوعوية المؤسساتية خلال فصل الصيف، وتدخل الجهات المختصة بالشراكة مع جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية، من أجل توجيه المواطنين نحو ممارسات سليمة في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية، وتجنب السلوكيات التي قد تعرض حياتهم للخطر.
التعاليق (0)