موجات الحر القاتلة: كيف يتأقلم العالم مع “القاتل الصامت”؟

موجات الحر القاتلة: كيف يتأقلم العالم مع “القاتل الصامت”؟ البيئة والمناخ

agadir24 – أكادير24

أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، يوم الثلاثاء، أن العالم في سباق مع الزمن للتكيف مع موجات الحر المتزايدة الشدة والتواتر. يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه أجزاء من أوروبا ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة في بداية فصل الصيف، مما يسلط الضوء على واقع جديد يفرضه التغير المناخي الناتج عنm النشاط البشري.

التغير المناخي: وقود موجات الحر المستقبلية

أوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن البشرية يجب أن تتوقع مستقبلًا تسود فيه موجات حر أكثر تواترًا وشدة، وهو ما يُعد نتيجة مباشرة للتغير المناخي. تقليديًا، كان شهر يوليو هو الشهر الأكثر حرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، لكن المتحدثة باسم المنظمة، كلير نوليس، أشارت إلى أن تسجيل موجات حر شديدة في هذا الوقت المبكر من الصيف يُعد أمرًا استثنائيًا، وإن لم يكن غير مسبوق.

“القاتل الصامت”: خطر الحرارة الشديدة

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، وصفت نوليس الحرارة الشديدة بـ”القاتل الصامت”، مؤكدة أن الإحصاءات الرسمية غالبًا ما لا تعكس العدد الحقيقي للوفيات الناجمة عنها، على عكس الظواهر المناخية الأخرى مثل الأعاصير. وأضافت نوليس: “كل وفاة بسبب الحر لا داعي لها… لدينا المعرفة ولدينا الأدوات ويمكننا إنقاذ الأرواح”. هذا التصريح يؤكد على أهمية التحذيرات المبكرة وخطط العمل المنسقة لحماية السلامة العامة.

أسباب موجة الحر الأوروبية الحالية

وعن الأسباب وراء موجة الحر التي تشهدها أوروبا، أوضحت نوليس أنها ناجمة عن نظام ضغط جوي مرتفع حاد، مما يؤدي إلى احتجاز الهواء الساخن القادم من شمال إفريقيا فوق المنطقة. هذا العامل، بالإضافة إلى درجات حرارة سطح البحر الاستثنائية في البحر الأبيض المتوسط، يساهم بشكل كبير في تفاقم الوضع. فقد أوضحت نوليس أن البحر الأبيض المتوسط يشهد حاليًا “موجة حر بحرية شديدة”، مما يعزز درجات الحرارة القصوى فوق اليابسة.

في ظل هذه التحديات، تشدد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على أن التكيف مع هذه الظروف أصبح ضرورة ملحة. وكما قالت المنظمة: “نتيجة للتغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، أصبحت درجات الحرارة القصوى أكثر تواترًا وشدة. وهذا أمر علينا أن نتعلم التعايش معه”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً