في 7 فبراير من العام 1830، أعلن مجلس الوزراء الفرنسي احتلال الجزائر، لتبدأ محنة هذا البلد الكبرى لمدة 132 عاما من الاستعمار الذي أودى بحياة ما يقرب من 5 ملايين شخص.
وأطلقت فرنسا على البلاد بعد احتلالها اسم “الممتلكات الفرنسية في شمال إفريقيا“، ثم تحول بعد ذلك إلى اسم “الجزائر” بمبادرة من المارشال سولت، وزير الحربية في حكومة نابليون الثالث، في عام 1837.
وعلى الرغم من تحررها من الاستعمار الفرنسي، لم تغير الجزائر اسمها لتتحرر بذلك من سطوة المستعمر بشكل كلي كما تردد دائما.
ما قبل استعمار الجزائر
ارتبطت حملة الغزو الفرنسي للجزائر في عام 1830 بديون للجزائر على فرنسا، فقد قام يعقوب بكري وميشيل بوشناق، وهما اثنان من كبار التجار اليهود في الجزائر بدور الوسيط في تزويد نابليون بونابرت بالقمح أثناء “الحملة” المصرية، فيما لم تسدد فرنسا سوى نصف المبلغ المتفق عليه.
هذا، وقد قرر الفرنسيون الاستحواذ على ثروات الجزائر، بدلا من سداد ديونهم لها، فحشدوا جيوشهم ووجهوا إعلانا لسكان البلاد، في محاولة لاستمالة الجزائريين وجعل احتلاهم يمر دون أي مقاومة.
وفي ذلك الإعلان الذي خاطبت فيه فرنسا الجزائر قالت : “أصدقاءنا ! إن الجيش الفرنسي يتجه نحو الجزائر العاصمة ليقاتل ويخرج أعداءكم الأتراك، الذين يضايقونكم ويأخذون بضائعكم ومحاصيلكم وقطعانكم..”.
مقاومة الاستعمار
بدأ الغزو الفرنسي للجزائر بإنزال على شاطئ سيدي فرج، المنطقة الواقعة على بعد 25 كيلو مترا من العاصمة الجزائر، فيما كانت تحصينات المدينة تتعرض لقصف من قبل الأسطول الفرنسي.
وبعد أيام من القتال العنيف، استسلم الداي حسين، والذي كان على رأس “إيالة الجزائر” في ذلك الوقت في 5 يوليو، فدخل الجنود الفرنسيون مدينة الجزائر وعاثوا فيها نهبا وخرابا.
وفي مقابل ذلك، انخرط الجزائريون في مقاومة باسلة طويلة برز من خلالها قادة عظام مثل عبد القادر الجزائري، فيما رد الفرنسيون بانتهاج سياسة الأرض المحروقة.
وإلى جانب ذلك، اتبعت فرنسا سياسة استيطانية في الجزائر، وأرسلت عشرات الآلاف من مواطنيها إلى هناك، حتى وصل عددهم في عام 1924 إلى 750 ألف شخص، فيما عومل الجزائريون كرعايا وليس كمواطنين.
وظل الجزائريون على هذا الحال إلى أن نالوا الاستقلال بعدما قدموا دماءهم وشهداءهم في سبيل نيل الحرية.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.