مقاهي عاصمة إقليم أشتوكة ايت باها بدون مراحيض… رفاهية ناقصة أم خلل في الالتزام الصحي؟

أكادير والجهات

في قلب مدينة بيوكرى، المعروفة بحيويتها وسوقها الأسبوعي الشهير، وعدد من مقرات المصالح الخارجية تنتشر ازيد من 300 مقهى ،و التي أصبحت جزءًا من النسيج اليومي لسكان المدينة وزوارها. لكن وسط هذا الزخم، تبرز مشكلة بسيطة في ظاهرها، عميقة في تأثيرها: غياب المراحيض في عدد من هذه المقاهي .

زبائن بلا مرافق

لا يخفى على أي زائر للمقاهي المحلية، خصوصًا تلك المنتشرة على الطرق الرئيسية مثل شارع الحسن الثاني وشارع مولاي رشيد وسيدي سعيد وشارع محمد السادس ، أن كثيرًا منها لا يوفر مرافق صحية مخصصة للزبائن. وبينما يجلس البعض لساعات لشرب القهوة أو عقد لقاءات شخصية أو مهنية، يفاجَأون بعدم توفر مرحاض عند الحاجة.

يقول “حمزة”، أحد الزبائن الدائمين: “أحب الجلوس هنا للعمل أو الدراسة، لكن عدم وجود مرحاض يضطرني للمغادرة أحيانًا رغم أني زبون منتظم.”

أين يقف القانون؟

تُلزم القوانين المغربية الخاصة بالمطاعم والمقاهي التي تقدم خدمات الجلوس بتوفير مرافق صحية نظيفة وصالحة للاستخدام. ويعد هذا جزءًا من شروط السلامة الصحية التي تُفرض من طرف السلطات المحلية والمكاتب الجماعية لحفظ الصحة.

لكن في الواقع، يبدو أن الرقابة غير موحدة، أو أن بعض المقاهي تتذرع بكونها “مخصصة للطلبات الخارجية فقط” للتحايل على هذا الشرط.

الأسباب بين المساحة والتكلفة

يرى بعض أصحاب المقاهي أن عدم وجود مراحيض ليس تقصيرًا، بل ضرورة فرضتها الظروف. فيقول “عبد الرحمن”، صاحب مقهى صغير.

“مساحة المقهى لا تسمح بإضافة مرحاض، خصوصًا مع التكاليف المرتفعة لتجهيزه وربطه بشبكة الصرف.”

لكن هذا التبرير لا يقنع الجميع. فبالنسبة لكثير من الزبائن، الراحة حق أساسي لا يمكن التنازل عنه.

بُعد صحي لا يجب تجاهله

مع تزايد الوعي الصحي، خصوصًا بعد جائحة كورونا، أصبحت المرافق الصحية في الأماكن العامة عنصرًا حيويًا. غياب المراحيض يعرض الزبائن لمشقة حقيقية، وقد يكون له تبعات صحية ونفسية، خصوصًا لدى كبار السن، النساء، والأطفال.

دعوة للنقاش والمساءلة

في مدينة بيوكرى، التي تتطور بسرعة وتستقطب مزيدًا من الأنشطة والخدمات، من غير المعقول أن يستمر تجاهل هذا المطلب الأساسي. المسألة لا تتعلق بالترف، بل بحقوق الزبائن وصورة المدينة الحضارية.

فهل تتحرك السلطات المعنية لفرض الشروط الصحية؟ وهل يبادر أصحاب المقاهي بتحسين خدماتهم لتكون ملائمة فعلًا لاستقبال الزبائن؟

التعاليق (0)

اترك تعليقاً