مع اقتراب شهر رمضان، تعتري المخاوف مجموعة من المواطنين المغاربة من استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، التي وقعت على زيادات متتالية في خضم الأشهر الأخيرة.
وأورد عدد من المواطنين أن ارتفاع أسعار اللحوم، التي تشكل مادة رئيسية في أكلاتهم، إلى جانب لحوم الدواجن والأسماك، أنهك قدرتهم الشرائية، خاصة بعد الزيادات “الصاروخية” و”غير المسبوقة” التي وقعت عليها خلال السنة الفارطة.
وأفاد هؤلاء بأن استمرار ارتفاع أسعار هذه اللحوم بشكل يفوق ما هي عليه حاليا سيجعلهم حتما يتخلون عن اقتنائها، بالنظر إلى أن هذا الأمر يضر بقدرتهم الشرائية.
وفي مقابل ذلك، عبر مواطنون آخرون عن قلقهم من أن ترخي الأسعار الحالية للحوم الأغنام ظلالها على عيد الأضحى المقبل، وبالتالي ارتفاع أسعار الأضاحي أكثر مما شهدته السنة الفارطة.
وأمام هذا الوضع، طالب المواطنون من الوزارة الوصية على القطاع التدخل لإيجاد حل عاجل، عبر التحكم في أسعار اللحوم وضمان استقرارها في مستويات مناسبة، وتمكين المواطن البسيط من اقتناء ما يلزمه من هذا المنتوج خلال الشهر الفضيل.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي، أن أسعار لحوم الغنمي مستقرة حاليا في مستوى يتراوح ما بين 95 و100 درهم للكيلوغرام الواحد في أسواق الجملة، في حين تصل المستهلك بسعر 120 درهما للكيلوغرام.
وبالنسبة لأسعار لحوم البقري، فهي تباع بالجملة بسعر يتراوح ما بين 70 و75 درهم للكيلوغرام الواحد، فيما تباع عند المستهلك ب100 درهما للكيلوغرام، حسب الفاعل المهني ذاته.
وأورد جبلي في تصريح صحفي بأن سبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء راجع إلى الجفاف وتأخر التساقطات المطرية كما هو الشأن بالنسبة لمنتجات أخرى، بالإضافة إلى غلاء الأعلاف.
وتوقع ذات المتحدث أن تعرف أسعار اللحوم الحمراء ارتفاعا طفيفا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم، موردا أن هذا الأمر يرتبط بسلوك المواطنين الذين يقبلون بشكل كبير على شراء حاجياتهم في الأيام القليلة التي تسبق رمضان واليومين الأوليين منه.
وتوقع ذات المتحدث أن تعود الأسعار إلى مستواها المعهود خلال الأسبوع الثاني والثالث والرابع من الشهر الفضيل، معتبرا أن شهر الصيام “يتراجع فيه استهلاك اللحوم الحمراء عكس ما يعتقد البعض”.