ليلة الشعر: احتفاء بالكلمة الراقية في قلب ليالي الدشيرة الرمضانية (+صور)

WhatsApp Image 2025 03 21 at 21.23.17 ثقافية

 تزينت سماء الدشيرة بالكلمات والأحاسيس الرفيعة، حيث نظمت فعاليات ليالي الدشيرة الرمضانية احتفالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للشعر. احتضن المركب الجماعي أحمد نجيب البهاوي أمسية شعرية كانت بمثابة رحلة عبر أفق الأدب والفن، تفيض سحرا وجمالا.

افتتحت الأمسية بمداخلتين فكريتين عميقتين، الأولى للدكتورة أسماء كريم التي تناولت موضوع “الشعر حامل الذاكرة في مواجهة الرقمنة”، حيث أبرزت الدور الحيوي للشعر في حفظ ذاكرة الشعوب وتوثيق لحظاتها الحاسمة عبر العصور. أكدت أن الشعر هو الوعاء الذي يحتوي على تاريخ الأمم ونضالاتها، وهو مرآة تحولات المجتمعات، مشيرة إلى التحديات التي يواجهها الشعر في ظل الطغيان الرقمي والتقدم التكنولوجي السريع.

أما المداخلة الثانية فكانت للدكتور عبد العاطي الزياني الذي سلط الضوء على الحاجة المتجددة للشعر في حياتنا اليومية، مشيرا إلى البعد الجمالي والفني الذي يجعل منه وسيلة تعبير فريدة عن الذات الإنسانية والمجتمعية. من خلال استعراض مجموعة من القصائد المتميزة، عرج الدكتور الزياني على تحول الشعر في العصر الرقمي وأثره في تشكيل الوعي الجماعي.

تألقت الأمسية بقراءات شعرية رائعة قدمها نخبة من الشعراء الذين أضاؤوا الساحة الأدبية بكلماتهم. فالشاعرة فاطمة ابنسير أمتعت الجمهور بأسلوبها الفذ، بينما أبدع عبد الإله الركراكي في تقديم قصائده الزجلية التي لامست وجدان الحضور. كما ألقى الشاعر الشهلي قصائد تميزت بالعمق والروعة، وأثرى الشاعر رمضان الأمسية بأبيات أمازيغية حملت عبق الأصالة، كذلك أتحف عبد الله المناني الجمهور بقصائد أمازيغية ممتلئة بالبلاغة والإحساس العميق، ليختتم الشاعر محمد الذوهابي الأمسية بأبيات شعرية كانت بمثابة تحفة فنية تلمس روح الحضور.

تميزت هذه الأمسية الشعرية بتقديم الكلمات في أبهى صورها، حيث غابت الموسيقى والإيقاع المصاحب ليترك الشعراء للغة الشعر نفسها أن تتناغم في الأذهان وتصل إلى الأعماق. كانت لحظات من التأمل والفكر العميق، سافر فيها الحضور عبر فضاءات الإبداع والجمال.

وقد أكدت هذه التظاهرة الثقافية مرة أخرى على الدور البارز الذي تلعبه ليالي الدشيرة الرمضانية في تعزيز المشهد الأدبي والفني، وجعل الشعر في صلب الاهتمام الجماهيري كأحد ألوان الفنون الخالدة التي تتجاوز الزمن وتواصل تحفيز الإبداع والتفكير.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً