اكادير : اومشيش المصطفى
يبدو أن ساعة الحقيقة قد دقت، وأن الوقت قد حان فعلا لمراجعة شاملة داخل أسوار حسنية أكادير. فالمؤشرات كلها تؤكد أن المدرب أمير عبدو لم يقدم ما كانت الجماهير تنتظره منه، ولم يضف أي لمسة فنية أو فكر تكتيكي يليق بتاريخ الفريق ومكانته. منذ مجيئه لم نر سوى أداء باهت ونتائج متذبذبة، جعلت الفريق يدخل في دوامة من الشك وفقدان الثقة، وكأننا نعيش نسخة مكرّرة من موسم المعاناة الماضي.
وما يزيد من مرارة المشهد أن الفريق اليوم يتوفر على إمكانيات مالية وبشرية ولوجيستيكية غير مسبوقة، إضافة إلى انتدابات وازنة كان من المفروض أن تمنحه دفعة قوية نحو المراتب المتقدمة. لكن الواقع يؤكد العكس، إذ غابت الروح والقتالية والانضباط، وغابت معها هوية الحسنية المعروفة عبر التاريخ.
وهنا لا بد من استحضار الإطار الوطني عبد الهادي السكيتوي، الرجل الذي اشتغل في ظروف أصعب وبإمكانيات محدودة، دون دعم حقيقي من المكتب المسير ومع ذلك أظهر صلابة وإخلاصا قل نظيرهما.
فلو وفر له المكتب نصف ما وفر اليوم لأمير عبدو، لكان قادرا على تحقيق نتائج أفضل، بل وربما أعاد الحسنية إلى سكة التألق التي عرفناها معه في فترات سابقة. السكيتوي كان يشتغل في صمت، يقاوم وحده، ويزرع روح القتال في اللاعبين رغم كل الصعوبات.
إن جماهير حسنية أكادير التي ظلت وفية رغم الخيبات المتكررة، تستحق أكثر من هذا الأداء الباهت وهذه النتائج الهزيلة. جمهور يعشق فريقه بصدق، ويملأ المدرجات حتى في أصعب اللحظات، لا يمكن أن يكافأ بهذا المستوى الذي يفتقر للهوية والطموح.
وعليه فإن الكرة اليوم في ملعب المكتب المسير الذي يتحمل كامل المسؤولية في هذا الوضع. المطلوب وقفة حقيقية مع الذات، وإعادة ترتيب الأوراق بعيدا عن الصراعات الهامشية والمصالح الشخصية.
فحسنية أكادير ليست مجرد فريق، بل رمز لمدينة وذاكرة لجمهور عاشق يستحق أن يرى فريقه ينافس لا ينهار.
لقد آن الأوان لإيقاف النزيف… ولإعادة الروح إلى الحسنية التي كانت يوما فخر سوس ونبضها الرياضي الأصيل.
