في خطوة دبلوماسية بارزة، أعلنت كازاخستان دعمها لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء، مؤكدةً التزامها بتعزيز الاستقرار الإقليمي والعلاقات الثنائية. جاء هذا الموقف خلال زيارة رسمية قام بها وزير الشؤون الخارجية الكازاخستاني مراد نورتيليو إلى الرباط، حيث التقى بنظيره المغربي ناصر بوريطة يوم الجمعة 28 فبراير 2025. وأكد الطرفان في بيان مشترك على أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مختلف المجالات.
يشكل هذا الدعم انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا للمغرب، الذي يواصل حشد الاعتراف الدولي بمبادرته للحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء. وتأتي هذه الخطوة لتعزيز موقف المملكة في المحافل الدولية، خاصةً وأن كازاخستان تُعدّ من الدول المؤثرة في آسيا الوسطى، وتمتلك سجلًا قويًا في دعم السلم والاستقرار.
على الصعيد السياسي، يُنظر إلى موقف كازاخستان على أنه تأكيد على واقعية وجدية الطرح المغربي، الذي يحظى بإشادة واسعة من المجتمع الدولي. كما يعكس عمق العلاقات بين البلدين التي تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
إلى جانب الشق السياسي، شهد اللقاء بين المسؤولين مناقشات حول تعزيز التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأكد الجانبان على أهمية تنسيق الجهود لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، لا سيما في ظل التهديدات العابرة للحدود التي تؤثر على الاستقرار الدولي.
كما أشاد الوزير الكازاخستاني بالمبادرات التنموية التي يقودها الملك محمد السادس، مشيرًا إلى أن المغرب أصبح نموذجًا في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الإقليمي. وسلط الضوء على المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التي جعلت من المملكة شريكًا موثوقًا في القارة الإفريقية.
ويُعزز هذا التقارب بين الرباط ونور سلطان التعاون الثنائي في قطاعات أخرى، مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار، مما يفتح آفاقًا جديدة للشراكة بين البلدين. وتُبرز هذه الدينامية السياسية والاقتصادية مدى التزام المغرب بتعزيز علاقاته مع مختلف القوى الصاعدة عبر العالم.
هذا، ويعكس الدعم الكازاخستاني لمخطط الحكم الذاتي تحالفًا استراتيجيًا متناميًا بين البلدين، يقوم على المصالح المشتركة والرؤية الموحدة لتعزيز السلم والتنمية. ويُعدّ هذا الموقف دفعة قوية للمغرب في مساعيه الدبلوماسية، ويؤكد مجددًا صوابية خياره في تقديم حلول واقعية تحظى بدعم دولي متزايد.
التعاليق (0)