يبدو أن متاعب ادريس لشكر داخل الاتحاد الاشتراكي، بدأت من حيث انتهى “البلوكاج” الحكومي، الذي لعب فيه لشكر دورا مهما، بتشبثه بالدخول إلى حكومة رفضه فيها رئيس الحكومة السابق وحزبه. فبعد تمرد عدد من أعضاء المكتب السياسي على لشكر بفعل إقصائهم من الاستوزار، ها هي عدوى التمرد تنتقل إلى الجهات.
آخر تجليات هذا التمرد تتجلى في حضور 15 15 كاتبا إقليميا وجهويا للحزب فقط، من أصل 75، استجابوا ل «الدعوة الاستعجالية» التي وجهها الكاتب الأول لهم من أجل حضور لقاء نظم، أمس السبت، بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لوضعهم في صورة الأجواء التي مرت فيها مفاوضات تشكيل الحكومة.
وكانت النقطة التي أفاضت الكأس هي الاستوزار المفاجئ لمحمد بنعبد القادر لكل مناضلي الشمال وتطوان خاصة. فبنعبد القادر (زوج أخت يونس مجاهد) كان قد طُرد من الحزب في 1986، قبل أن يزكيه محمد اليازغي في انتخابات 2007، ضدا على إرادة الاتحاديين التطوانيين، فكان أبرز تجل لذلك هو خروج محمد أشبون للترشح مستقلا، حيث فاز بمقعد برلماني، فيما حصل بنعبد القادر على عدد هزيل من الأصوات.
وفي موضوع ذي صلة، كان محمد العلمي، رئيس الفريق الاتحادي بمجلس المستشارين،ه قد كتب تدوينة على الفايسبوك انتقد فيها طريقة تدبير ادريس لشكر لملف المشاورات الحكومية.
فشل لشكر في امتصاص غضب الاتحاديين، رغم تأكيده في اللقاء الذي حضره الممثلين الثلاثة للحزب في الحكومة على أن ما تحقق من «مكاسب» في المفاوضات لم يكن منتظرا، ينبئ باحتمال مواجهته أيام عصيبة، قبل انعقاد المؤتمر الوطني العاشر، الذي يراهن عليه «معارضوه» للإطاحة به وانتخاب قيادة جديدة قادرة على إعادة الروح إلى «حزب الوردة».
المقالات ذات الصلة
اترك تعليقاً