تفجَّر في مدينة أكادير جدلٌ واسع وغضب عارم بين الأوساط الفنية والثقافية. بسبب إدراج اسم فنانة سبق أن أدانتها محاكم جهة سوس ماسة في قضايا مرتبطة بـانتهاك حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة، وما تزال قيد المتابعة القضائية في ملفات مماثلة، ضمن البرنامج الفني لسهرات الذكرى الخمسين لـاحتفالات المسيرة الخضراء.
و تنظم هذه الاحتفالات، التي كان من المفترض أن تجسد أسمى معاني الوطنية، جماعة أكادير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبدعم من مجلس جهة سوس ماسة.
في هذا السياق، نزل خبر إدراج هذه الفنانة الملاحقة قضائياً كـ”الصاعقة” على المشهد الثقافي، حيث اعتبر فاعلون وجمعيات أن الخطوة تمثل إهانة صريحة لجهود الدولة الرامية إلى ترسيخ ثقافة احترام حقوق الفنانين والمبدعين، وتبعث برسالة مدمرة تُشجع بشكل غير مباشر على التعدي على الملكية الفكرية.
وفي تصريح غاضب، أكد أحد الفاعلين الثقافيين البارزين بأكادير: “أن تُدرج فنانة في حالة متابعة قضائية ضمن احتفال رسمي بذكرى وطنية مقدسة، هو وصمة عار في جبين المؤسسات التي يفترض أن تحمي الحقوق. القانون لا يطبق على الجميع، وهذه رسالة سلبية للفنانين الشباب”.
لم يقتصر الأمر على الغضب، فقد ارتفعت الأصوات متهمة الجهات المنظمة بالتجاوز. يرى فنانون أن ما حدث “يتجاوز حدود الخطأ الإداري ليصل إلى تواطؤ مرفوض مع ممارسات تمس بكرامة الفنانين وبصورة الوطن الثقافية”. وأشاروا إلى أن جوهر القضية يتعلق بـ”تقليد وأداء أعمال فنية دون ترخيص”، وهو انتهاك مباشر لـالقانون رقم 2.00 المتعلق بحقوق المؤلف.
من جهته، حمّل باحث في السياسات الثقافية المسؤولية كاملة لـالمؤسسات المنظمة، مؤكداً أن “استعمال المال العام لتمويل سهرات تُشارك فيها أسماء ملاحقة قضائياً يُعد سقوطاً أخلاقياً ومؤسساتياً”. وطالب الباحث بفتح تحقيق إداري عاجل لتحديد المسؤوليات ومعاقبة المتورطين في هذا “العبث الثقافي”.
هذا، و تحوّلت احتفالات المسيرة الخضراء في أكادير إلى جدل حول مصداقية المؤسسات وغياب معايير واضحة لاختيار الفنانين. ويُجمع الفنانون والحقوقيون في جهة سوس ماسة على أن “تكريم الوطن لا يكون بتلميع أسماء متورطة في سرقة أعمال زملائها”.
يبقى السؤال الذي يتردد صداه في الشارع الفني بأكادير: من منح الضوء الأخضر لتكريم من انتهكت حقوق غيرها في مناسبة وطنية مقدسة، وكيف تم تجاوز السجل القضائي لـالفنانة المدانة؟ هذه فضيحة ثقافية تطالب المؤسسات المنظمة بتفسير فوري وشافٍ.
