كلّفني معرفة هذا الإسباني غناسيو سمبريرو الصحافي الإستقصائي المختص بالشؤون المغاربية كما يقدّم نفسه وقتا معتبراً مباشرة بعد نشره لصورة جلالة الملك محمد السادس متجولاً بأحد المحلاّت التجارية الكبرى ببارس قبل يومين وبتلك الملابس المسيئة للوضع الإعتباري لجلالته كأمير المؤمنين كما جاء في تدوينته عبر منصّة ” إكس” هي نفس الملابس التي أشعلت لديّ فضول البحث عن مصداقية وموضوعية هذا الصحفي المهتم بالفعل ليس بالشؤون المغاربية أبداً.. بل بشأن بلدنا فقط.. وبالضبط ( المغرب– والملك)
وبالأرقام فخلال العشرة أشهر الأخيرة من هذه السنة خصص أكثر من 40 مقالا لا حديث فيها سوى عن الملك محمد السادس أو المغرب؛ بمعدل 4 مقالات في الشهر، أو مقال واحد كل أسبوع..
بل قبل هذه الصورة نشر بتاريخ 15 أكتوبر 2024، على الموقع الإلكتروني الإسباني “El Confidencial” للحديث عن صحة الملك، يوهمك بتلك المعطيات الواردة في مقاله وكأنّه يشغل منصب المساعد الشخصي لطبيب الملك.. إلى جانب ذلك فهذا الصحفي – الحقود لا محالة – سبق أن اتّهم السلطات المغربية بالتجسس على هاتفه الشخصي بواسطة برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي، في خضم الجدل السياسي الذي رافق اتهام المملكة بالتجسس على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي انتهت بتبرئة المغرب من هكذا اتّهام
كل هذا وأكثر جعلني أشكّك في منشورات هذا الصحفي ذات الصلة ببلدنا.. وقد بيّنت المعطيات التقنية توظيفه لصورة مفبركة من طرف المخابرات الجزائرية العسكرية بالخصوص باعتباره أحد الاذرع الإعلامية الأجنبية المعتمدة لدى هذا الجهاز الاستخباري بدليل ان الفرق بين نشر الصورة المفبركة وبين نشر الخبر بجريدة الجزائر الآن لا يكفي لكتابة مقال طويل تحت عنوان :
( ملك في هيئة مراهق .. صورة مسربة لمحمد السادس تؤكد معاناته من أزمة نفسية)
والغريب ان المقال حدف مباشرة بعد اكتشاف فبركة الصورة… والغرب لديهم ان المغاربة تفاعلوا بشكل إيجابي حتّى مع ماهو مفبرك من زاوية ان الملك تخلّى عن العكاز الصحي كدليل عن بداية تعافيه وتشافيه.. ولربّما هذه اللحمة الروحانية بين المغاربة قيادة وشعباً لا تحتاج إلى إثبات قوّتها وحصانتها أمام هذه الأفعال الصبيانية لدى عصابة العالم الآخر..
وبحكم تخصّصي في هكذا الاعيبهم أدركت مع مرور الوقت ان التركيز عن الملك وعن كواليس القصر واخباره في صحيفتي الشروق.. اوراس.. النهار والجزائر الآن ما هو إلا إخفاء لفضيحة داخلية.. أومحاولة صرف انتباه الرأي العام الجزائري عن هزيمة ما.. او إخفاق دبلوماسي او خصاص في مواد استهلاكية..
وهكذا سنجد ان الصورة المفبركة لجلالته وبتلك الإساءة والتشهير دون أدنى اعتبار أخلاقي لرموز الدولة كما جرت بذلك أعراف وتقاليد امم المتحضرة.. لها ما يبرره هناك كوسيلة إلهاء للتستّر عن فضيحة أكثر إيلاما للمؤسسة العسكرية الشنقريحية بحيث ان نشر الصورة المفبركة تزامن مع اخبار سقوط طائرة عسكرية جزائرية من طراز” أليوشين أي – إلـ 76″، بحيث تشير المعطيات المتداولة حسب مصادر إعلامية أجنبية بأن أزيد من 150 عسكري من مختلف الرتب قضوا في الحادث، من عناصر البوليزاريو وأطر تدريب من دولة كوبا، اقتلعت من القاعدة العسكرية “بوسفير”، قرب مدينة وهران إلى مطار تندوف، قبل أن تصطدم بالأرض..
مما جعل الخبراء من ذوي الإختصاص يتساءلون عن مدى جاهزية هذا الجيش الجزائري كما صرح بذلك الرئيس تبون واستعداده للذهاب إلى غزّة خاصة وأن الحادثة المأساوية وقعت قبل اسابيع من فضائح أخرى على هامش الاستعراض العسكري الشنقريحي مؤخراً منها ما شاهده العالم وهو يتابع أحد المظليين و قد شرد بعيدا عن مكان الاستعراض ليصطدم بسقف منزل و يرتطم بعدها بالأرض في مشهد مؤلم… كما نقلت هواتف المواطنين صورا لدبابة T-55 و قد أصابها عُطل، فيما عجز التقنيون عن تشغيلها و إلحاقها بقافلة الاستعراض، ودبابات بطراز قديم جدا و هي تحمل خزانات وقود خارجية و تصدر من عادمها الكثير من الأدخنة التي توضّح حالتها الميكانيكية
لذلك لا تستطيع صورة مفبركة لرمز بلادنا ان تخفي حقائق هذه القوّة الوهمية والمزيّفة لدى هذه العصابة..
كما لا يستطيع المرسوم المستعجل للرئيس تبون الصادر مؤخراً والقاضي بمنع استيراد قطع الغيار التي تحمل وسم: “صنع في المغرب” (made in morocco) من دول أوروبا و على الخصوص من فرنسا، بعد أن اكتشف الجميع في ذاك العالم الآخر بأن مصنع شركة تجميع السيارات الإيطالية fiat، الذي ينتج سيارتين أسبوعيا، يستورد عبر وسطاء إيطاليين قطع غيار يتم تصنيعها في المغرب..
مما يجعلنا – وبكل تواضع – نخبر السيد الرئيس بأن حتّى طائرته الرئاسية الرسمية وغيرها يوجد بمحرّكها أجزاء تحمل علامة ” صنع بالمغرب”
وهل ستصدر مرسوما رئاسيّاً باستعمال الحمير كوسيلة للنقل والتنقل.. خاصّة وان وكالة أنبائك الرسمية قد بشّرتنا قبل سنة بأن الجزائر صارت في “حظيرة” الكبار
نعم ما وافق شنّ – طبقة إلا في دبلوماسيّة دولة الحظيرة الكبرى..
لذلك قالوا :
من تربّى في حظيرة الكلاب لن يصبح أسداً.. ولو أرضعته ألف لبؤة
يوسف غريب كاتب صحفي.