يعيش قطاع قاعات الأفراح في المغرب تحديات متزايدة تسببت في تراجع ملحوظ في إقبال الزبناء خلال صيف 2025، ما أثر بشكل مباشر على مردودية القطاع في ذروة الموسم الذي يعد الأهم طوال السنة.
ويعزى هذا التراجع، بحسب مهنيين، إلى عوامل عديدة، أبرزها غياب جزء كبير من الجالية المغربية التي كانت تشكل نسبة مهمة من زبناء هذا القطاع خلال الصيف، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، الذي انعكس بشكل مباشر على تكاليف تنظيم الأعراس.
وإلى جانب ذلك، ساهمت المنافسة الشرسة من طرف أصحاب الفيلات العشوائية، التي تستغل في تنظيم الحفلات بشكل غير مقنن، في تقليص الإقبال على القاعات، في حين أكد المهنيون أن تأثير كوفيد-19 لا يزال حاضرا، فقد غيرت الجائحة سلوك الزبناء بشكل عميق، وأصبح الكثير منهم أكثر حذرا في الإنفاق على المناسبات، وأقل رغبة في تنظيم حفلات كبيرة ومكلفة.
وفي هذا الصدد، أكد رفيق الأسمر، نائب رئيس الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، أن هذا الموسم يعرف بالفعل تراجعا لدى عدد من أرباب القاعات، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على سلسلة طويلة من الأنشطة الاقتصادية التي تعيل مئات الأسر، من طباخين ونادلين، إلى فرق موسيقية ومصورين.
وأوضح الأسمر أن الغلاء ليس التحدي الوحيد الذي يواجهه القطاع، فظهور أصحاب الفيلات العشوائية الذين يؤجرون مساكنهم لإقامة حفلات أثر بشكل مباشر على أصحاب القاعات، حيث لجأ كثير من الناس إلى هذا الخيار لتقليل التكاليف أو تجنب القيود المفروضة على القاعات.
ووفق المتحدث ذاته، فإن تأثير الغلاء طال حتى طريقة تنظيم الحفلات، إذ أصبح الكثير من الزبناء يطلبون باقات اقتصادية تبدأ من 50 ألف درهم، مع عدد محدود من الطاولات وخدمات أساسية فقط، في محاولة للحد من النفقات.
وأكد الأسمر أنه، وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على جائحة كورونا، فإن آثارها لا تزال قائمة، مشيرا إلى أن القيود التي فرضت خلال تلك الفترة تركت أثرا نفسيا واجتماعيا على الزبائن، الذين باتوا أكثر تحفظا وأقل ميلا للتجمعات الكبيرة والمصاريف الضخمة.
وخلص نائب رئيس الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات إلى التأكيد على أن المهنيين يحاولون التكيف مع الوضع من خلال تقديم عروض خاصة، وإعادة هيكلة الخدمات بما يتناسب مع القدرة الشرائية للزبناء، لكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن مستقبل القطاع لا يزال غامضا، في ظل استمرار التقلبات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على سلوك الزبناء.