شهد المغرب، خلال الأيام الماضية، عودة ملحوظة للتساقطات المطرية بعد فترة طويلة من الجفاف، مما أثار تفاؤلاً بتحسن وضعية المياه والفلاحة في البلاد. وأوضح الحسين يوعابد، رئيس مصلحة الشراكة والتواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التساقطات جاءت نتيجة تأثير المنخفض الجوي العميق “جانا”، الذي أثر على أوروبا الغربية قبل أن يصل إلى المغرب.
وأشار يوعابد إلى أن هذه الأمطار شملت مناطق واسعة من المملكة، حيث كانت غزيرة بشكل خاص في المناطق الشمالية، مثل طنجة التي سجلت 82 ملم من الأمطار. كما شهدت سواحل المحيط الأطلسي تساقطات معتدلة، بلغت 66 ملم في الرباط و58 ملم في القنيطرة. ووصلت الأمطار أيضًا إلى المناطق الداخلية والجبلية، مثل إفران وتازة، حيث سجلت 65 ملم و36 ملم على التوالي. بالإضافة إلى ذلك، شهدت مناطق جنوب وجنوب شرق البلاد أمطارًا خفيفة، كما هو الحال في أكادير وتارودانت.
ولم تقتصر هذه التساقطات على الأمطار فقط، بل شملت أيضًا ثلوجًا معتدلة في جبال الريف والأطلس المتوسط، مما ساهم في زيادة مستويات المياه الجوفية وتجديد احتياطيات السدود. وأكد يوعابد أن هذه الأمطار ستكون ذات تأثير إيجابي على المحاصيل الربيعية، كما ستساهم في تحسين وضعية المياه الجوفية، التي تعتبر ضرورية لإمدادات مياه الشرب والسقي الفلاحي.
من ناحية أخرى، تشير توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى استمرار الأجواء المضطربة خلال الأيام القليلة المقبلة، مع وصول منخفضات جوية جديدة تحمل تيارات باردة ورطبة من الشمال الغربي. ويتوقع هطول أمطار وثلوج جديدة، مصحوبة بانخفاض في درجات الحرارة، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى والجبلية.
ولمواجهة هذه التقلبات الجوية، تعتمد المديرية العامة للأرصاد الجوية على نظام إنذاري متطور تم إطلاقه عام 2022، والذي يعمل على تعزيز قدرتها على توقع المخاطر وتدبيرها. ويشمل هذا النظام إصدار نشرات إنذارية وتحذيرات دقيقة، بالإضافة إلى توفير معلومات متطورة عبر موقعها الإلكتروني ورسائل نصية قصيرة موجهة إلى صناع القرار والسلطات المعنية.
هذه التساقطات المطرية تعتبر بمثابة بارقة أمل للمغرب، الذي عانى لسنوات من الجفاف، حيث تساهم في تحسين الوضعية المائية ودعم القطاع الفلاحي، مما يعكس أهمية التوقعات الجوية الدقيقة في التخطيط الاستراتيجي للدولة.
التعاليق (0)