شهد حي السلام بمدينة أكادير تركيب سياج حديدي بأحد الممرات المؤدية إلى ملعب الحي في خطوة لقيت ترحيبا واسعا من طرف السكان، بعد أن أسهمت في تقليص الفوضى واستعادة الهدوء الذي طالما افتقدته المنطقة.
غير أن بعض الأصوات – التي لا تخفى خلفياتها – سارعت إلى المطالبة بإزالة هذا السياج، في محاولة لطمس مكاسب حقيقية تحققت على أرض الواقع خدمة لمصالح خاصة .
لقد تحول الممر المعني على مر السنوات إلى بؤرة للمتشردين والكلاب الضالة، ومكانا يعج بممارسات ليلية مقلقة كالتجوال بالدراجات النارية وعمليات كر وفر لمخالفين للقانون، مما عمق الإحساس بانعدام الأمن، خصوصا قرب المؤسسة التعليمية المجاورة.
تركيب السياج لم يكن إجراءََ عشوائيا، بل جاء بتنسيق بين السلطة المحلية والمجتمع المدني، واستهدف ضبط هذا الفضاء المفتوح الذي ظل لعقود عرضة للاستغلال، سواء من قبل باعة متجولين أو ممارسات غير قانونية. وقد أسفر عن نتائج إيجابية وملموسة، أبرزها تحسن الوضع الأمني، وتقليص الضوضاء وتسهيل تدخل مصالح الأمن بشكل أكثر نجاعة.
وفي هذا السياق لا يمكن إلا التنويه بالدور المحوري الذي تقوم به السلطة المحلية على مستوى المقاطعة الحضرية الثامنة بأكادير، والتي تنخرط باستمرار في جهود تحرير الملك العمومي، والتصدي لمحاولات التوسع غير المشروع في الأرصفة والممرات والمساحات العمومية. وتعمل هذه المقاطعة بجدية واستمرارية على محاربة التسيب والفوضى، رغم ما تواجهه أحيانا من عراقيل مصدرها أصحاب مصالح لا يريدون لأي تنظيم أن يحد من أنشطتهم غير القانونية.
المطالب بإزالة هذا السياج في نظر العديد من المتتبعين لا تخلو من خلفيات مصلحية، يحاول أصحابها تصوير الإجراء كاعتداء على “الحق في التنقل”، بينما هو في جوهره استعادة لحق السكان في الأمن والطمأنينة. والأخطر من ذلك أن ترويج مثل هذه المغالطات يسهم في التغطية على تقصير بعض الجهات التي من المفروض أن تدافع عن المصلحة العامة، لا أن تحابي فئة قليلة تستفيد من الفوضى.
ويؤكد سكان حي السلام أن نتائج السياج لم تكن أمنية فقط، بل بيئية وسلوكية أيضا ما جعله نموذجا ناجحا لتدبير الفضاء العام. لكنهم عبروا عن استيائهم الشديد من قرار إزالته، والذي ترتبت عنه عودة بعض مظاهر التسيب، مما يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
ومن هذا المنطلق يوجه السكان نداء صريحا إلى السيد والي جهة سوس ماسة للتدخل العاجل من أجل إعادة تثبيت السياج، ورد الاعتبار لمبادرات جادة تهدف لحماية الفضاء العام، وضمان استمرار الاستقرار داخل الحي، والوقوف في وجه كل من يحاول تقويض هذه الجهود بدافع حماية مصالحه الضيقة على حساب المصلحة الجماعية.
غيور من حي السلام.
التعاليق (0)