كشفت مصادر إعلامية مطلعة التفاصيل الكاملة لمقتل الطالب أنور بمدينة طنجة، وكيف تمكن المحققون من الاهتداء لهوية المتهمة الرئيسية استعانة برقم هاتفي مجهول وصورة طفلة على تطبيق التراسل الفوري “واتساب”.
ووفقا لما أوردته يومية “الأخبار”، في عددها الصادر ليوم الأربعاء 23 نونبر الجاري، فإن المحققين بولاية أمن طنجة فتحوا تحقيقا مباشرة بعد إخطارهم بخصوص جريمة قتل الطالب، حيث ركزوا في مرحلة أولية على تحديد هوية أصدقائه ومعارفه.
وموازاة مع ذلك، قامت عناصر الأمن بتعميق البحث مع حراس العمارة التي كان يقطنها الهالك، في حين أفضى تتبع كاميرات المراقبة إلى طريق مسدود، ذلك أنها كانت معطلة منذ فترة طويلة، في حين لم يتم العثور على هاتف الضحية وحاسوبه الشخصي، واللذين كانا من شأن توفرهما أن يساعدا على فك لغز هذه الجريمة خلال ظرف وجيز.
ونظرا لعدم توفر الأدلة سالف الذكر، توجهت عناصر الأمن لافتحاص المكالمات الهاتفية للهالك، حيث اتضح أن رقما هاتفيا مجهولا ورد على لائحة الاتصالات الهاتفية، بشكل استثنائي، قبيل واقعة العثور على جثة الضحية.
وتبعا لذلك، قام المحققون بتتبع مسار هذا الرقم الهاتفي، والذي لم يكن مسجلا لدى الشركات الخاصة، لكن الرقم نفسه تواصل مع رقم آخر، وانقطع بشكل نهائي، ليتم تتبع مسار الرقم الهاتفي الأخير، الذي اتضح أن صاحبه يقطن بمدينة مرتيل.
وفور تحديد هوية صاحب الرقم، انتقلت فرقة أمنية خاصة إلى مرتيل، حيث تبين أن صاحب الرقم يشتغل بإحدى المقاهي المحلية، ولما تم استفساره عن الرقم الذي اتصل به قبيل وقوع الجريمة، أنكر في البداية لتتم مواجهته بصورة طفلة على تطبيق “واتساب” لنفس الرقم الذي كان مشغلا قبل أن يتم التخلص منه.
هذا، وقد اعترف المعني بالأمر فيما بعد بأن الرقم المجهول ليس سوى لقريبته القاصر، والتي تكون ابنة أخته، في حين أن الصورة التي كانت تضعتها على تطبيق “واتساب” هي لإحدى قريباتها.
ومباشرة بعد ذلك، انتقلت فرقة أمنية إلى بيت سكن القاصر بمرتيل، مرفوقة بقريبها، ولما تم استفسارها عن معرفتها بالطالب الذي هزت جريمته طنجة اعترفت في الحين، ليتم حجر معداتها الإلكترونية بغية تعميق الأبحاث.
هذا، وقد اعترفت المعنية بالأمر أن الهالك كان قد دعاها إلى شقته من أجل التعارف، فقبلت بذلك، إلا أنه حاول الاعتداء عليها، فقاومته بعنف واستلت سكينا من المطبخ فطعنته في ظهره، ووجهت له طعنات أخرى في أنحاء متفرقة من جسمه، ثم فرت من عين المكان بعد أخذ هاتفه وحاسوبه لإخفاء آثار الجريمة.
أما بخصوص أداة الجريمة، فقد اعترف خال المتهمة أنه قام برمي السكين بمكان خلاء، كما اعترف بإتلاف الحاسوب وهاتف الضحية، وهي الأدلة التي عثر عليها المحققون فيما بعد.