انضمت أوكرانيا إلى ركب الدول الداعمة لمخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب كأساس جدي وذي مصداقية من أجل تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وتم الإعلان عن هذا الموقف من قبل وزير الشؤون الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حيث تم التأكيد على أن “أوكرانيا والمغرب يدركان قيمة السيادة والوحدة الترابية”.
وأوضح الوزير الأوكراني أن “تسوية قضية الصحراء ضرورية للأمن والسلم الإقليميين”، مؤكدا دعم بلاده “جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، الهادفة إلى إيجاد حل سياسي واقعي ودائم ومقبول من قبل الأطراف، وذلك وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
الدلالات والأسباب
يحمل الموقف الأوكراني من قضية الصحراء المغربية العديد من الدلالات، خاصة وأنه يأتي في ظل الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.
وحسب الخبير في العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، فإن
أوكرانيا تريد الانفتاح على العالم بشكل أكبر مما كان عليه الأمر في السابق، خاصة في ظل الزيارات التي يقوم بها رئيس الدولة إلى دول مختلفة وقمم عالمية، منها قمة الجامعة العربية المنعقدة في جدة مؤخرا.
وأضاف الحسيني أن دعم الحكم الذاتي ليس مسألة مفاجئة من الجانب الأوكراني، لأن زيلينسكي في نهاية المطاف دعم موقفا متخذا على الصعيد الدولي من طرف مجلس الأمن وفي إطار الأمم المتحدة، بالتالي فهو يذهب في اتجاه الحياد الإيجابي الذي يبقى بعيدا عن التموقع في معسكر ضد الآخر، كما هو الشأن بالنسبة لموقف المغرب من النزاع الروسي الأوكراني.
المكاسب
أفاد الخبير في العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، أن الدعم الأوكراني للحكم الذاتي سيعود على المملكة بمكاسب شتى، إذ يكتسب أهمية كبيرة على مستويات عدة.
فعلى المستوى الإعلامي، أوضح الحسيني أن أوكرانيا توجد اليوم على قمة هرم الاستقطاب الإعلامي بالنسبة لكل البلدان الغربية بدون استثناء، إذ حظي تأييدها للمغرب في موقفه للحكم الذاتي بإشادة واسعة.
وأضاف ذات الخبير أن هذه الخطوة هامة أيضا على الصعيد الدبلوماسي، إذ أنه كلما اعترفت جهة معينة بسلامة المقترح المغربي وجديته وواقعيته ومصداقيته، إلا وحقق ذلك مكسبا مهما على مستوى خارطة الطريق التي يعتمدها المغرب في تسوية النزاع.
وأضاف ذات المتحدث أن المغرب يملك اليوم ورقة رابحة، لأن الحكم الذاتي لقي فعلا ترحيبا واسعا، ليس فقط من طرف مجلس الأمن، ولكن من طرف كل البلدان، تقريبا، التي كانت في ما مضى تلعب ورقة الحياد في قضية الصحراء المغربية.