حر طاطا الخانق يدفع السكان إلى الهجرة الموسمية “القسرية”

أكادير والجهات

يشكل فصل الصيف عبئا إضافيا على سكان إقليم طاطا، سواء المقيمين بالمركز أو في ضواحيه، حيث تجبرهم درجات الحرارة المرتفعة، التي تلامس في العادة 50 درجة مئوية، على البحث عن مناطق أخرى للاستقرار المؤقت إلى غاية حلول فصل الخريف.

ويتجه عدد من سكان الإقليم إلى مراكز شبه حضرية قريبة، مثل إيغرم أو أكادير ملول التابعة ترابيا لدائرة تاليوين، في حين يفضل آخرون، لا سيما من الميسورين، قضاء فصل الصيف في مدن ساحلية أكثر اعتدالا، مثل أكادير أو طانطان.

ويعد ارتفاع الحرارة خلال أشهر الصيف من العوامل الرئيسية التي تدفع السكان إلى مغادرة الإقليم بشكل سنوي، حسب إمكانيات كل أسرة، في ما يشبه “هجرة موسمية” اعتاد عليها سكان المنطقة منذ سنوات.

وفي هذا السياق، أفاد أحد أبناء جماعة أقايغان بأن هذه الهجرة المؤقتة ليست خيارا ترفيهيا، بل واقعا فرضته قساوة المناخ، موضحا أن عددا كبيرا من الأسر تغادر الإقليم خلال هذه الفترة بالتحديد، سواء إلى مدن داخل الجهة أو إلى مراكز ترابية أخرى، باعتبار أن العيش في ظل هذه الظروف المناخية الحارة ليس بالأمر السهل، خصوصا بالنسبة للمرضى وكبار السن.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا الخيار غالبا ما يكون صعبا على الأسر محدودة الدخل، التي تضطر إلى البقاء داخل الإقليم، وتواجه درجات الحرارة المرتفعة باستخدام وسائل تبريد بسيطة، أبرزها المكيفات الهوائية، رغم تكاليفها المرتفعة من حيث استهلاك الكهرباء.

ومن جهته، اعتبر بوبكر البخاري، أمين فيدرالية جمعيات جماعة تيسينت، أن الإقامة داخل تراب إقليم طاطا خلال أشهر الصيف، في ظل درجات حرارة تلامس 50 درجة مئوية، يعد أمرا بالغ الصعوبة، خاصة بالنسبة لمن لا يتحملون قساوة المناخ.

وأكد البخاري أن الوجهات التي يقصدها سكان الإقليم تختلف حسب مستواهم الاجتماعي، إذ يتوجه متوسطو الدخل إلى قرية أنزور بجماعة أكادير ملول أو إلى مركز إيغرم، بينما تفضل الأسر الميسورة المدن الساحلية القريبة.

وأضاف ذات المتحدث أن درجات الحرارة تصل إلى مستويات قياسية خلال هذه الفترة من السنة، ما يجعل طيفا واسعا من السكان يغادر المنطقة ابتداء من شهر يونيو، على أن يعودوا مطلع شتنبر، تزامنا مع بداية الموسم الدراسي.

وأمام غياب حلول مستدامة للتأقلم مع الظروف المناخية القاسية، تظل الهجرة الموسمية ملاذا اضطراريا لسكان طاطا خلال فصل الصيف، وهو واقع يبرز الحاجة إلى سياسات تنموية تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية المتسارعة، وتضمن كرامة العيش لكافة الفئات الاجتماعية، خاصة الهشة منها.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً