agadir24 – أكادير24/وحدة التقارير الخاصة
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء 25 يونيو 2025، بشجاعة إيران القتالية خلال الحرب التي دامت اثني عشر يومًا مع إسرائيل، مؤكدًا أن الطرفين وصلا إلى حالة من الإرهاق دفعت بهما إلى قبول وقف إطلاق النار، ومشيرًا إلى أن هذه الحرب قد انتهت رسميًا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ترامب في لاهاي إلى جانب وزيريه للدفاع والخارجية، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال ترامب، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، إن “إيران خاضت حربًا بشجاعة”، مؤكدًا أن الإيرانيين باتوا يتطلعون إلى إعادة بناء دولتهم ويرغبون في استغلال مواردهم الاقتصادية، وعلى رأسها بيع النفط، الذي يمكن أن تشتريه الصين. وفي السياق نفسه، أشار الرئيس الأمريكي إلى أن إدارته تستعد لفتح قناة تفاوض جديدة مع طهران، قائلاً: “قد نتواصل مع الإيرانيين الأسبوع المقبل”، وهو ما اعتُبر تحولًا في الخطاب الأمريكي بعد أيام من المواجهات العسكرية المباشرة في المنطقة.
وفي ما يُعد إشارة مباشرة إلى تدخل واشنطن في تهدئة التصعيد، كشف ترامب أن 52 طائرة إسرائيلية كانت قد أقلعت باتجاه إيران ردًّا على ما اعتُبر خرقًا للهدنة، إلا أنه طلب من الحكومة الإسرائيلية إعادتها قبل تنفيذ أي ضربة. وأضاف أن الحرب خلفت خسائر كبيرة لدى الطرفين، ما ساهم في قبول الهدنة، مشددًا على أن “إسرائيل وإيران مجهدتان وقد وافقتا على وقف الحرب”، بحسب ما نقلته أسوشيتد برس.
كما أكد ترامب، خلال حديثه، أن واشنطن ستطلب من إيران التزامًا بعدم استئناف نشاطاتها النووية، في خطوة تهدف إلى وضع إطار تفاوضي جديد بعد ما وصفه بـ”انتهاء الحرب رسميًا”. وأوضح، في تصريحات نقلتها نيويورك بوست، أن طهران أظهرت استعدادًا للتهدئة بعد أن أنهكتها العمليات العسكرية، مؤكدًا أنه لا يتوقع أن يجرؤ أي من الجانبين على مهاجمة الآخر مجددًا في المستقبل القريب.
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، والذي رعته واشنطن وشاركت فيه قطر بجهود دبلوماسية مكثفة. وقد وُصفت الحرب التي دامت اثني عشر يومًا بأنها الأخطر في تاريخ الصراع بين الطرفين، وأسفرت عن مئات القتلى والجرحى، فضلاً عن أضرار جسيمة في البنية التحتية، خاصة داخل إيران.
وبينما ما تزال آثار الحرب قائمة ميدانيًا وسياسيًا، بدا أن تصريحات ترامب تحمل رسائل مزدوجة: دعوة للتهدئة، وضغط من أجل شروط تفاوض جديدة تتعلق بالملف النووي الإيراني. وفي غياب رد رسمي فوري من طهران، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى استعداد القيادة الإيرانية للعودة إلى طاولة الحوار بشروط أمريكية هذه المرة، في مشهد يتغير سريعًا، ولكن تحت غطاء دبلوماسي ظاهر، وعسكري محتمل في الخلفية.
التعاليق (0)