توضيحات جديدة من جمعية إرزان بخصوص أزمة النقل المدرسي بدوار أيت عبو

اكادير : اومشيش المصطفى

في خضم الجدل الذي أثاره مقال سابق نشرته “أكادير 24” بتاريخ الإثنين 22 شتنبر الجاري تحت عنوان: “أكادير: تجاهل حق دستوري… أزمة النقل المدرسي بدوار أيت عبو تهدد بكابوس الهدر المدرسي وسط مطالب بتدخل عاجل”، توصلت الجريدة بتوضيحات رسمية من جمعية إرزان للتنمية الاجتماعية والثقافية، بصفتها الجهة المشرفة على مشروع النقل المدرسي بدوار أنونفك بجماعة الدراركة.
الجمعية أوضحت أن المشروع يندرج ضمن اتفاقية شراكة متعددة الأطراف، ضمت كلا من مجلس عمالة أكادير إداوتنان، المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، جماعة الدراركة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث استفادت بموجبها من حافلة نقل مدرسي جديدة سنة 2019 بطاقة استيعابية تصل إلى 28 مقعدا إضافة للسائق، خصصت لنقل تلاميذ دوار انونفك.
وأضافت الجمعية أن السنوات الأولى من المشروع عرفت مشاركة محدودة من التلاميذ، حيث كان عددهم يتراوح بين 12 و16 تلميذا فقط، زيادة عن تلقي طلبات من الدواوير المجاورة للإستفادة من النقل وهو ما قبلته الجمعية في حدود الأماكن الشاغرة لكل سنة وذلك لضمان الاستغلال الأمثل للطاقة الاستيعابية للحافلة. غير أن السنوات الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في عدد تلاميذ دوار أنونفك، مما اضطر الجمعية إلى تقليص المسار وتوقيف الخدمة في بعض الدواوير البعيدة، مثل تيمزلاط وتكاديرت، لصعوبة التوفيق بين عدد المستفيدين والطاقة المحدودة للحافلة.
وأشارت الجمعية إلى أن دوار تيمزلاض وتكاديرت تمكن لاحقا من توفير وسيلة نقل مدرسي خاصة بتلاميذه، فيما واصلت حافلة الجمعية عملها في باقي الدواوير، رغم التحديات التقنية والجغرافية. وفي هذا السياق أكدت الجمعية أن الحافلة بدأت تعاني مؤخرا من مشاكل ميكانيكية حادة بسبب المسالك الجبلية الصعبة، وقد توقفت تماما عن الخدمة خلال شهر يونيو الماضي بسبب عطب تقني كبير، استدعى توقفها طيلة العطلة الصيفية، ورغم إصلاحها لاحقا إلا أن الأعطاب لا تزال مستمرة، ويحتاج الأمر إلى تغيير المحرك بالكامل وهو ما يفوق إمكانيات الجمعية المالية حاليا.
أما بخصوص الأزمة المثارة حول دوار أيت عبو، فقد أوضحت الجمعية أن عدد المقاعد الشاغرة في الحافلة لا يتجاوز خمسة، في حين أن عدد تلاميذ الدوار يبلغ 11، وهو ما يخلق نوعا من الضغط لا يمكن تجاوزه دون الاضرار بباقي المستفيدين. ولحل هذا المشكل تم عقد اجتماع رسمي بمقر جماعة الدراركة يوم الجمعة 19 شتنبر 2025 على الساعة العاشرة صباحا بحضور ممثل عن جمعية إرزان وجمعية الأمل لتكاديرت ندبلا و جمعية ايت عبو ورئيس جماعة الدراركة وبعض نوابئه، وتم خلاله الاتفاق على التوقيت والتفاصيل المتعلقة بتنظيم النقل، وكان الإتفاق أن تكون نقطة الصعود والنزول من امام المدرسة الابتدائية “فرعية ايت عبو” التي كانوا يتابعون فيها دراستهم، تفاديا لصعود الحافلة نحو المسالك الجبلية الوعرة التي تهدد سلامتها.
وبعد هذا الاجتماع ربط ممثل عن جمعية إرزان الاتصال بنائب رئيس جمعية ايت عبو على اساس ان يخبر أباء وأولياء التلاميذ الذين يستفيدون من النقل المدرسي ان عملية التسجيل والانخراط ستكون يوم السبت 20 شتنبر 2025 ابتداء من الساعة الثانية زوالا بمقر جمعية إرزان بدوار انونفك. من اجل تمكين هؤلاء التلاميذ من النقل المدرسي يوم الاثنين 22 شتنبر 2025 تنفيذا لمخرجات الاجتماع.
لكن في اليوم الموالي اتضح أن جمعية ايت عبو تراجعت عن هذا الاتفاق بحيث لم يحضر أباء وأولياء التلاميذ المعنيين إلى مقر الجمعية لاستكمال إجراءات الانخراط. ولم يربطوا مع الجمعية أي اتصال للإعتدار وعدم الحضور لإستكمال إجراءات الإنخراط حتى ربطت الجمعية الاتصال بنائب رئيس جمعية ايت عبو للإستفسار عن عدم الحضور في الموعد المتفق عليه فكان جوابه بعدم حضور أي أحد.
وفي يوم الاثنين 22 شتنبر 2025 قامت جمعية إرزان بالتواصل مع رئيس مجلس جماعة الدراركة ان ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع تراجع عنه ممثلي تلاميذ دوار ايت عبو.
كما أضافت الجمعية ان بعض التلاميذ الذين كانوا يستفيدون من النقل المدرسي خلال السنوات الماضية كانوا يقطعون مسافات اكبر بكثير من المسافة التي سيقطعها تلاميذ دوار ايت عبو ويتعلق الأمر بتلاميذ دوار تلضي دوار تيمزلاض.
واختتمت جمعية إرزان توضيحها بالتأكيد على أنها منفتحة على جميع المقترحات التي تصب في مصلحة التلاميذ في مختلف الدواوير وتدعم الحق في التمدرس، لكنها في المقابل تدعو إلى تفهم الإكراهات الواقعية التي تواجهها، سواء من حيث محدودية الطاقة أو الأعطاب التقنية التي تهدد استمرار المشروع ككل، مؤكدة أن مسؤولية توفير النقل المدرسي هي مسؤولية جماعية تستدعي التعاون والتضامن بين مختلف المتدخلين.