تنسيق أمني يطيح بمتورط ثالث في عملية نصب بـ800 مليون سنتيم

مجتمع

أفضى تنسيق أمني بين مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن مراكش ومصالح الأمن بأزيلال إلى توقيف متورط ثالث ضمن شبكة للنصب بـ “الزئبق الأحمر” على رجل أعمال مراكشي في 800 مليون سنتيم.

ووفقا لما أوردته جريدة “المساء” في عددها ليوم الخميس 4 دجنبر الجاري، فقد تم توقيف المشتبه فيه بناء على مذكرة بحث وطنية صادرة عن ولاية أمن مراكش، على خلفية ارتباطه المفترض بعصابة متخصصة في النصب على الأثرياء بخدعة استخراج الكنوز والاتجار بالزئبق الأحمر.

وكانت عناصر الأمن قد أوقفت خلال الأيام الماضية شخصين آخرين يشتبه في تورطهما في هذه القضية، واحد منهما بمنطقة آيت أورير بإقليم الحوز، والثاني بأحد المقاهي بشارع علال الفاسي بمراكش.

وتفيد المعطيات المتوفرة بأن بأفراد العصابة استدرجوا الضحية عبر تقديم عروض مغرية لاقتناء “الزئبق الأحمر” الذي لطالما استغلته شبكات النصب لترويج قصص عن قدرات خارقة واستخدامات صناعية وطبية باهظة الثمن، قبل أن يتمكنوا من انتزاع مبلغ ضخم منه بعد سلسلة لقاءات سرية.

وذكرت مصادر متطابقة أن اختفاء المتهمين عقب حصولهم على الأموال دفع رجل الأعمال إلى تقديم شكاية رسمية، لتباشر المصالح الأمنية تحقيقا دقيقا مكنها من تحديد هوية المشتبه فيهم وتعقب تحركاتهم وصولا إلى اعتقالهم.

وخلال عمليات التفتيش، حجزت الشرطة مجموعة من الأدوات التي تستعمل عادة في مثل هذه العمليات، بينها سوائل ملونة وزجاجات محكمة الإغلاق وأجهزة بسيطة تستخدم في تنفيذ الخداع وإيهام الضحايا بوجود مادة ثمينة.

هذا، وقد أمرت النيابة العامة بوضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية لتعميق البحث، بينما تستمر التحقيقات لتفكيك كافة خيوط الشبكة، فضلا عن رصد ضحايا آخرين قد يكونون تعرضوا لنفس الأسلوب الاحتيالي.

وتسلط هذه القضية الضوء مجددا على استمرار رواج “أسطورة الزئبق الأحمر” داخل بعض الأوساط، رغم التحذيرات المستمرة بشأن عدم وجود أي قيمة حقيقية لهذه المادة التي لم تكن يوما سوى طعما يستغل الطمع والجهل لاستدراج الضحايا.