تصريح قائد الجيش البريطاني حول الحرب الروسية الأوكرانية يثير مخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة

قائد الجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز خارج الحدود

أكادير24 | Agadir24

 

دق قائد الجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، في ظهوره الأول أمام جنوده، ناقوس الخطر بشأن إمكانية دخول الحلفاء الأوروبيين قي مواجهة عسكرية مع روسيا.

وأثار القائد العسكري البريطاني الذي استلم منصبه حديثا، الكثير من الجدل عندما دعا كل قوات بلاده إلى أن تكون على أهبة الاستعداد للفوز بأي معركة قد تخوضها على الأرض.

وأشار القائد العسكري البريطاني في معرض حديثه إلى أن “أي مواجهة مباشرة مع روسيا ستعني اندلاع الحرب العالمية الثالثة.

ووفقا للمتحدث نفسه، فإن العداء العسكري بين لندن وموسكو وصل في ظل الوضع الحالي لنقطة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين.

واستنفر قائد الجيش البريطاني كل قوات بلاده من أجل الدخول في مرحلة التحضير لأي معركة وشيكة، ويتماشى هذا الخطاب مع الإستراتيجية التي وضعتها الحكومة البريطانية لرفع الإنفاق العسكري بحوالي 3 مليارات جنيه إسترليني في كل سنة.

نبرة متوقعة

ذكرت شبكة “بي بي سي” نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية، أن خطاب الجنرال باتريك ساندرز لم يكن مفاجئا لبقية المسؤولين العسكريين الذين يتابعون تطورات المعركة في أوكرانيا، ويعرفون أن الأمور تسير في اتجاه مقلق.

واعتبر هؤلاء أن القائد الجديد للجيش البريطاني، والذي سبق له أن خدم في أفغانستان والعراق، يحمل همّ إعادة تكوين الجيش البريطاني خصوصا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقيادة البلاد نحو بر الأمان في حال نشوب أي حرب محتملة.

الحرب العالمية الثالثة

وصف العضو في مركز الأمن والدراسات العالمية بلندن، البروفيسور طاهر عباس، الحديث عن الحرب العالمية الثالثة بالأمر الجنوني، ولكنه دعا في الوقت نفسه إلى “عدم الاستغراب في سياق ما يعيشه العالم حاليا من صراعات، خصوصا الحرب الأوكرانية”.

وأكد المحاضر أن تصريحات قائد الجيش البريطاني عن سيناريو الحرب العالمية الثالثة تأتي في سياق “نظرة العسكريين في الغرب لتوسع مدى الصراع في العالم ولا أحد يعلم أين يمكن أن يقف”، مضيفا أن خطاب الجنرال البريطاني يعكس “رغبة في تحضير الجيش لأي سيناريو سيئ”.

ووصف عباس الوضع الحالي بكونه شبيها بمرحلة الحرب الباردة وربما أكثر تعقيدا هذه المرة، “ذلك أن كل الخطوط الحمراء التي تم التعارف عليها بعد الحرب الباردة يتم اختراقها، مما يعني رسم خريطة قواعد جديدة للاشتباك، وهذا يجعل احتمال المواجهة المباشرة بين الطرفين مسألة مطروحة”.

واعترف ذات الأكاديمي بصعوبة التكهن بتطورات الصراع بين الغرب وروسيا، “لأن هذا مرتبط بمدة الحرب في أوكرانيا والتي لا أحد يعرف إن كانت ستطول أم لا”.

ويرى المتحدث نفسه أن “أمد الحرب مرتبط بنوعية الأسلحة التي تحصل عليها أوكرانيا، والتغيرات في أرض المعركة، والوضع الداخلي الروسي”.

سيناريو الرعب

وصف مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، احتمال نشوب مواجهة مباشرة بين الجيوش الغربية والجيش الروسي بأنه “سيناريو الرعب وأسوأ ما يمكن أن يحدث للعالم، لأن هذا يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة”.

واستبعد المتحدث البريطاني احتمال أن تكون الدول الأوروبية راغبة في أي مواجهة مباشرة مع روسيا، مشيرا إلى أنها على العكس من ذلك “ما زالت تبحث عن أي حلول سياسية لهذه الحرب”.

ولفت الأكاديمي البريطاني إلى أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يحضر الرأي العام لحرب طويلة الأمد “لأنه لحد الآن لا وجود لأي حل سياسي، ومن غير الواضح متى ستقتنع الدول المتحاربة بأنه لا وجود لمنتصر في هذه المعركة، وعلى الغرب أن يتخلى عن فكرة هزيمة روسيا”.

وشدد كريس دويل على أن الولايات المتحدة وبريطانيا ليس لديهما أي رؤية لحل هذا الملف أو إنهاء الحرب، “فكل ما لديهما الآن هو تزويد أوكرانيا بالسلاح والمال، لكن في المقابل حتى روسيا قد تغير أهدافها مستقبلا وكذا استراتيجية الحرب التي تخوضها في أوكرانيا”.

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.