أثار الارتفاع المفاجئ في أسعار المشروبات بعدد من المقاهي المغربية موجة استياء واسعة، تزامنًا مع المباراة التي جمعت المنتخب الوطني المغربي بنظيره منتخب جزر القمر، يوم الأحد 21 دجنبر الجاري، ضمن منافسات كأس الأمم الإفريقية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا وشهادات توثق ما وصفوه بـ”الفواتير الخيالية”، التي فرضت على الزبائن قصد متابعة مباراة “الأسود” داخل المقاهي، حيث فوجئ الكثيرون بتسعيرات غير مسبوقة لا تعكس الأسعار المعتادة للمشروبات والخدمات.
وفي هذا السياق، اعتبر أحد المهنيين في قطاع المقاهي أن هذا السلوك مرفوض جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه لا يحق لأي مقهى فرض مبلغ محدد مقابل مشاهدة المباريات، لما في ذلك من خرق للأعراف المهنية والقانونية المعمول بها.
وأوضح المتحدث أن فرض مبالغ تتراوح بين 70 و90 درهما على الزبائن لمجرد متابعة المباراة يعد أمرا غير قانوني، إلا في حالة واحدة فقط، وهي الإعلان المسبق عن ذلك بشكل واضح، عبر تعليق لافتة على واجهة المقهى تخبر الزبائن بالتسعيرة الخاصة.
وأضاف المصدر ذاته أن هذا التصرف يفتقر إلى الأخلاقيات المهنية، مشددا على أن مباريات المنتخب الوطني تعد مناسبة وطنية ذات طابع احتفالي وجماعي، ولا ينبغي استغلالها لتحقيق أرباح مفرطة على حساب المواطنين.
وأشار ذات المتحدث إلى أن بعض المقاهي تضطر أحيانا إلى كراء كراس إضافية وتنظيم الفضاء لاستقبال الأعداد الكبيرة من المشجعين، غير أن ذلك، حسب قوله، لا يبرر فرض فواتير تتجاوز سقف 50 درهما، معتبرا أن أي تسعير خارج هذا الإطار يظل غير منطقي.
وفي ظل هذا الجدل المتصاعد، يأمل المواطنون أن يتم تدارك هذه الاختلالات خلال باقي مباريات كأس الأمم الإفريقية، من خلال احترام التسعيرة القانونية والتحلي بروح المسؤولية، بما يضمن أجواء احتفالية تليق بتشجيع المنتخب الوطني، دون إثقال كاهل الجماهير أو استغلال شغفهم الكروي.
