سجلت عدة مناطق بالمغرب، خلال شهر شتنبر الجاري، تساقطات مطرية خريفية رعدية ومركزة، في ظاهرة موسمية اعتادتها البلاد مع بداية الخريف.
وتعتبر هذه الأمطار الخريفية ظاهرة مناخية سنوية مرتبطة بالدورة الهوائية، وغالبا ما تكون قوية في فترات قصيرة، ما يثير نقاشا متكررا حول انعكاساتها على الموارد المائية وعلى انطلاقة الموسم الفلاحي الجديد.
وقد أثارت هذه التساقطات الأخيرة تساؤلات عديدة بشأن أهميتها على مستوى الفرشة المائية وكذا انعكاساتها على الزراعة والأشجار المثمرة، حيث ينظر إليها الفلاحون بكثير من الترقب والانتظار لما قد تحمله من آثار مباشرة على الأراضي الزراعية.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الدولي في الموارد المائية محمد بازة أن “أمطار شتنبر لها جانب إيجابي باعتبارها بداية للموسم الفلاحي، لكنها لا تشكل مؤشرا كافيا على نجاح الموسم، كيفما كانت طبيعتها أو كميتها أو أماكن نزولها”.
وأشار بازة إلى أن “هذه التساقطات وإن بعثت بعض التفاؤل، إلا أنها كانت رعدية ومحصورة في مناطق محددة مثل ورزازات والرشيدية وكلميمة وشيشاوة والحوز وتزنيت وبولمان”، مضيفا أن “كميات هذه الأمطار غير معروفة بدقة، لكنها تبقى محدودة الأثر، لأن جزءا كبيرا منها يتبخر خلال يوم أو يومين بفعل الحرارة المرتفعة”.
وشدد الخبير ذاته على أن “الموسم الفلاحي الجيد يرتبط أساسا بتساقطات منتظمة وموزعة على طول الفترة الفلاحية وبكميات كافية”، مذكرا بأن الموسم يمتد عادة من أكتوبر إلى غاية أبريل أو ماي حسب المناطق، وقد يستمر في بعض المناطق الجبلية إلى غاية يونيو.
وخلص بازة إلى أن “ما حصل حتى الآن هو مجرد أمطار رعدية موسمية مصحوبة أحيانا بالبرد، تتسم بشدة كبيرة وتؤدي في كثير من الأحيان إلى فيضانات أو انجرافات للتربة”، وبالتالي فهي “لا تعد مؤشرا على موسم فلاحي واعد، بل مجرد ظاهرة انتقالية بين الصيف وبداية الخريف”.