بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية
تتوالى الإشادات الدولية بالرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، خاصة في ما يتعلق بالمبادرات الكبرى التي يطلقها جلالته لتكريس التعاون الإفريقي وتعزيز التنمية المشتركة. وفي هذا السياق، أكد المدير العام للغرفة الدولية للتجارة والصناعة والفلاحة بالهند، السيد سوبير دوتا، أن المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها جلالة الملك تُعد من بين المشاريع الإفريقية الأكثر طموحًا وتبصرًا في القارة.
هذه الشهادة الدولية الجديدة تنضاف إلى رصيد وافر من الاعترافات العالمية بحكمة القيادة الملكية وبعد نظرها في صياغة سياسات تنموية متكاملة تعيد رسم ملامح إفريقيا الحديثة على أسس من التعاون، التضامن، والازدهار المشترك.
- رؤية ملكية متبصرة لبناء الجسور بين إفريقيا والمحيط
منذ إعلان جلالة الملك محمد السادس عن المبادرة الأطلسية الهادفة إلى تسهيل ولوج دول الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي، تزايد الاهتمام الدولي بهذا المشروع الاستراتيجي الذي يتجاوز البعد الاقتصادي ليجسد رؤية جيوسياسية متكاملة تجعل من إفريقيا قطبًا مؤثرًا في التجارة الدولية.
فالمبادرة، كما أوضح المسؤول الهندي، تُترجم التزام المغرب العميق بمبادئ التعاون جنوب-جنوب، وتعزز التكامل الإقليمي من خلال تطوير البنيات التحتية اللوجستية والموانئ، وربط الدول غير الساحلية بشبكة التجارة العالمية. هذه المقاربة الشاملة تجسد بوضوح الذكاء الاستراتيجي لجلالة الملك، الذي يدرك أن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا عبر تكامل المصالح وتقاسم المنافع بين بلدان القارة.
- المغرب.. بوابة الأطلسي ورائد الشراكات جنوب–جنوب
أكد دوتا أن المغرب اليوم يشكل بوابة استراتيجية بين إفريقيا وأوروبا، وأن موقعه الجغرافي المتميز يمنحه دورًا محوريًا في بناء جسور التعاون بين الهند والقارة الإفريقية. ومن خلال المبادرة الملكية الأطلسية، يرسخ المغرب مكانته كفاعل رئيسي في تعزيز الترابط القاري، ليس فقط عبر البنيات التحتية المادية، ولكن أيضًا عبر الربط الرقمي والاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة.
وهذا ما يجعل من المشروع الملكي منصة طبيعية للتعاون الثلاثي بين المغرب والهند وإفريقيا، خاصة في مجالات تطوير الموانئ، وإنشاء المناطق الصناعية، وتعزيز سلاسل القيمة عبر القارات. إنها شراكة استراتيجية ترتكز على التكامل بين القوة التكنولوجية للهند، والريادة الجيو–اقتصادية للمغرب، والطاقات الواعدة للأسواق الإفريقية.
- القيادة الملكية.. بوصلة تنموية لإفريقيا المستقبل
تُبرز تصريحات المسؤول الهندي كيف استطاع جلالة الملك محمد السادس نصره الله أن يجعل من الدبلوماسية الاقتصادية أداة فعالة لتحقيق تنمية شاملة ومندمجة. فبفضل المبادرات الملكية، أصبح المغرب نموذجًا إفريقيا في الرؤية التنموية المستدامة، القادرة على الجمع بين الطموح الاقتصادي والبُعد الإنساني، وعلى تحويل التحديات الجغرافية إلى فرص حقيقية للنمو والاندماج الإقليمي.
إن السياسة الرشيدة لجلالة الملك تقوم على رؤية متكاملة ترى في إفريقيا ليس مجرد مجال للتعاون الظرفي، بل فضاءً استراتيجيا لمستقبل مشترك، تُبنى فيه الشراكات على أسس من الثقة والتضامن والمسؤولية.
- خاتمة
تأتي الإشادة الهندية بالمبادرة الملكية الأطلسية لتؤكد مرة أخرى أن الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس تحظى بتقدير واحترام متزايد في مختلف العواصم العالمية. إنها مبادرة تُجسد المغرب الجديد: بلد المبادرة، والرؤية، والالتزام بالقارة.
وبذلك، يواصل جلالة الملك ترسيخ مكانة المملكة كفاعل أساسي في صياغة مستقبل إفريقيا، مسترشداً بحكمة قيادية جعلت من المغرب نموذجًا في الاستقرار، والتنمية، والتعاون جنوب–جنوب.
