agadir24 – أكادير24/وكالات
يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيام بجولة رسمية موسعة في منطقة الخليج، تمتد من 13 إلى 16 ماي 2025، وتشمل السعودية وقطر والإمارات، في أول زيارة خارجية كبرى له منذ بداية ولايته الثانية في يناير الماضي.
وتأتي هذه الجولة في ظرف سياسي واقتصادي دقيق، يتسم بتصاعد الأزمات الإقليمية وتزايد مساعي واشنطن لإعادة ترسيخ نفوذها الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
قمة خليجية بالرياض ورؤية أمريكية جديدة
من المنتظر أن يشارك ترامب في قمة خليجية بالعاصمة السعودية الرياض يوم 14 ماي، تجمعه بقادة دول مجلس التعاون الخليجي، حيث سيعرض رؤيته المحدثة لدور الولايات المتحدة في المنطقة، بحسب ما أورده موقع “أكسيوس” ووسائل إعلام أمريكية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن أجندة الجولة تركز على جذب استثمارات خليجية ضخمة إلى السوق الأمريكية، وخفض أسعار النفط لدعم الاقتصاد الوطني، إضافة إلى بحث سبل إحياء مسار التسوية في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، الذي تضطلع فيه قطر بدور الوساطة بين إسرائيل وحماس.
وفد رفيع ومحادثات ثنائية موسعة
يرافق الرئيس الأمريكي وفد رسمي رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، إلى جانب مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، حيث يرتقب أن يُجري أعضاء الوفد لقاءات ثنائية مع نظرائهم في دول الخليج.
كما ستحتضن الرياض في 13 ماي منتدى استثمارياً واسعاً بمشاركة كبار رجال الأعمال العالميين، من بينهم إيلون ماسك، سام ألتمان، ومارك زوكربيرغ، فضلاً عن مسؤولين من شركات كبرى مثل بوينغ وسيتي غروب.
رهانات اقتصادية واستثمارات في الذكاء الاصطناعي
تتزامن الزيارة مع توجه خليجي متزايد نحو ضخ استثمارات هائلة في الاقتصاد الأمريكي، إذ أعلنت السعودية نيتها استثمار تريليون دولار، فيما تعهدت الإمارات بضخ 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل في قطاعات تشمل الذكاء الاصطناعي والطاقة.
وتفيد تقارير بأن إدارة ترامب تدرس تخفيف قيود تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الخليج، بعدما كانت قد فُرضت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، ما أثار حينها توتراً في العلاقات مع عدد من العواصم الخليجية.
الملف النووي واتفاقيات إبراهام في صلب المباحثات
تشكل “اتفاقيات إبراهام” بنداً مركزياً في جدول أعمال الجولة، حيث تسعى واشنطن لإقناع السعودية بالانضمام إلى الاتفاق التطبيعي مع إسرائيل. إلا أن الرياض تربط هذه الخطوة بتقدم ملموس في المسار الفلسطيني ووقف العمليات العسكرية في غزة.
ويُعوّل ترامب على صهره جاريد كوشنر، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتقريب وجهات النظر في هذا الملف الحساس.
في المقابل، تثار أيضاً قضية البرنامج النووي الإيراني، حيث تدرس الإدارة الأمريكية دعم السعودية في تطوير مشروع نووي مدني، ضمن مقاربة جديدة قد تُخفف من الشروط الأمريكية السابقة المرتبطة بالتطبيع.
وفي تطور مثير للجدل، كشفت وكالة “أسوشيتد برس” عن احتمال إعلان ترامب خلال زيارته تغيير التسمية الأمريكية الرسمية من “الخليج الفارسي” إلى “الخليج العربي”، ما اعتبرته طهران استفزازاً وردت عليه بإدانة رسمية.
استقبال “ملكي” وهدايا فاخرة
تستعد العواصم الخليجية الثلاث لاستقبال رئاسي استثنائي لترامب، حيث تحدثت شبكة “ABC News” عن نية العائلة المالكة القطرية إهداءه طائرة بوينغ 747-8 بقيمة 400 مليون دولار، تعبيراً عن متانة العلاقات بين البلدين.
وتشكل هذه الجولة اختباراً فعلياً لطبيعة العلاقة الأمريكية الخليجية في عهد ترامب الثاني، ومدى قدرته على تحويلها إلى رافعة تخدم طموحاته السياسية والاقتصادية في المنطقة.
التعاليق (0)