بقلم : أحمد بومهرود باحث في الإعلام و الصناعة الثقافية
شهدت العاصمة الفرنسية باريس، يومي 24 و25 أكتوبر 2025، فعاليات النسخة الثالثة من «أسبوع إفريقيا للحلول»، وهو حدث دولي متنامٍ يهدف إلى إبراز المبادرات المبتكرة التي تعزز التنمية في القارة الإفريقية، وتسليط الضوء على قصص النجاح في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والبيئة.
وقد تميّزت نسخة هذا العام بتتويج أمين بلمزوقية، رئيس الاتحاد الدولي للذكاء الاصطناعي، بوسام الاستحقاق، وجائزة لجنة التحكيم الاستثنائية، وميدالية الشرف الذهبية، إضافةً إلى تعيينه سفيرًا للحلول بالقارة الإفريقية.
– اعتراف عالمي بجهود إفريقية في الذكاء الاصطناعي
يُعد هذا التتويج اعترافًا دوليًا بجهود بلمزوقية في تطوير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان والتنمية المستدامة، بعد تقييم علمي دقيق من طرف اللجنة العلمية لأسبوع إفريقيا للحلول.
فمن خلال مبادراته في مجالات التحول الرقمي وتطوير الحلول التقنية الملائمة للسياق الإفريقي وتعزيز التعاون الدولي، نجح بلمزوقية في بناء جسر بين الابتكار العلمي والتطبيقات العملية التي تعالج قضايا القارة من منظور واقعي ومستقبلي.
وفي تصريح له عقب التكريم، أكد بلمزوقية أن هذا التتويج:
“ليس تكريمًا شخصيًا بقدر ما هو تتويج لقارة بأكملها تسعى لتصميم مستقبلها بأيدي أبنائها، من خلال حلول إفريقية نابعة من احتياجاتها ومواردها وقدراتها الذاتية”.
– ريادة مغربية في قلب الإنجاز الإفريقي
في إنجاز دولي جديد يكرّس ريادة الكفاءات المغربية في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، يأتي هذا التتويج ليؤكد مكانة أمين بلمزوقية كأحد الوجوه المغربية البارزة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومثالًا للكفاءة الإفريقية القادرة على الإسهام في صياغة حلول مبتكرة تدعم مسار التطور والنمو في القارة والعالم.
ويعكس هذا الإنجاز البصمة المغربية في المشهد الإفريقي والعالمي، حيث يواصل الخبراء المغاربة ترسيخ حضورهم في مسارات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والابتكار المستدام.
– أسبوع إفريقيا للحلول: من الرباط إلى باريس… مسار بناء سرد إيجابي عن القارة
منذ انطلاق نسخته الأولى، سعى أسبوع إفريقيا للحلول إلى تقديم سرد جديد عن إفريقيا: قارة الإبداع والحلول، بدلًا من الصورة النمطية كقارة تحتاج إلى المساعدة.
فبعد أن احتضنت الرباط النسخة الثانية في أكتوبر 2024، التي ركّزت على دور الإعلام وروّاد الأعمال في تسريع الحلول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، انتقلت الفعالية هذا العام إلى باريس لتؤكد البعد الدولي للحدث، وتُبرز قوة الدبلوماسية الإفريقية الناعمة عبر الابتكار والتعاون الدولي.
وتنوّعت مواضيع الدورة الثالثة بين التحول الرقمي وتمكين الشباب وريادة الأعمال الاجتماعية وتكنولوجيا البيئة، مما يعكس التزام القارة بإيجاد حلول عملية ومستدامة لتحدياتها.
– : بلمزوقية نموذج لـ«العقل الإفريقي الجديد»
يجسد تتويج أمين بلمزوقية نموذجًا لما يمكن تسميته بـ «العقل الإفريقي الجديد» عقل يدمج بين العلم والابتكار والمسؤولية المجتمعية، ويستثمر التكنولوجيا كأداة لتحسين حياة الإنسان وتعزيز العدالة الرقمية والتنمية الشاملة.
إن منحه وسام الاستحقاق وميدالية الشرف الذهبية يعكس تحوّلًا في نظرة العالم إلى الكفاءات الإفريقية، التي لم تعد فقط متلقية للتكنولوجيا، بل أصبحت مساهمة في صناعتها وتوجيهها نحو غايات إنسانية.
– حدث دولي يعزز التعاون بين القارات
حفل التتويج، الذي حضرته شخصيات سياسية ودبلوماسية وإعلامية من إفريقيا وفرنسا، شكّل مناسبة لإبراز التقاطع بين الابتكار الإفريقي والدعم الدولي.
وأكد الحضور الرفيع المستوى المكانة المتزايدة لأسبوع إفريقيا للحلول كمنصة تجمع المبدعين والباحثين وصنّاع القرار لصياغة حلول واقعية ومشتركة لتحديات التنمية.
– خاتمة: إفريقيا تكتب قصتها بنفسها
إن تتويج أمين بلمزوقية في باريس لا يُعد مجرد حدث بروتوكولي، بل هو تعبير عن تحوّل عميق في نظرة القارة إلى ذاتها.
فمن خلال مبادرات مثل “أسبوع إفريقيا للحلول”، تتقدم إفريقيا بخطى ثابتة نحو تمكين رأسمالها البشري والعلمي، وفرض نفسها فاعلًا أساسيًا في النقاشات العالمية حول مستقبل التكنولوجيا والتنمية.
وفي زمن تتسارع فيه التحولات الرقمية، يثبت هذا الحدث أن الذكاء الإفريقي، ومعه الريادة المغربية، لا يقلان إشعاعًا عن أي ذكاء أو ريادة أخرى، بل يحملان خصوصية تنبع من التحديات والفرص التي تميز القارة.
