خرجت الفنانة الأمازيغية فاطمة تابعمرانت عن صمتها لترد على الهجوم الذي تعرضت له من طرف شيخ على يوتيوب، بعد نشره شريطا مصورا جرى تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا السياق، قالت تبعمرانت في تصريح صحفي أنها “تعرضت للظلم من طرف شخص لا يمت للفقهاء بصلة”، مبرزة أن الأغنية موضوع تهجمه عليها “إلا هويتي”، قد أنزلتها قبل 10 أعوام وليس وليدة اللحظة.
وشددت الفنانة الأمازيغية على أنها “لن تدخل في مشادات كلامية مع هذا الشيخ”، لكنها طالبت بـ”ضرورة الدفاع عن الوطن من أمثال هذا النوع من الأشخاص”، الذين “بات همهم الشاغل هو السعي وراء البوز والمتاجرة بالدين”.
وأضافت تبعمرانت أنه “لا يحق لمن لا دراية له بالدين إعطاء الموعظة”، مبرزة أنها “نشأت بسوس العالمة، وكبرت وترعرت على سماع العلماء أمثال الحاج محمد المختار السوسي، الحاج محمد العثماني، الحاج الطاهر الإفراني وآخرون من نخبة العلماء الذين تعتلي الابتسامة محياهم ولا ينطقون إلا بالكلام الطيب”.
وعما إذا كانت فاطمة تابعمرانت تعتزم مقاضاة الداعية المذكور، نفت الفنانة الأمازيغية إقدامها على الأمر، مبرزة أنها “ستترك الموضوع للمتضامنين معها من حقوقيين وإعلاميين ومحاميين، وستؤيدهم في أي خطوة يرونها مناسبة ويلجؤون إليها”.
وفي ختام حديثها، وجهت الفنانة شكرها لجميع المتضامنين معها، الذين بادروا بتنزيل بيان استنكاري لما تعرضت له من إساءة، داعية الأجيال الصاعدة إلى ”التسلح بالمعرفة والثقافة والاعتزاز بالمشوار الطويل الذي قطعته الأمازيغية، باعتبارها جزءً من تاريخ المغاربة وشمال إفريقيا”.
يذكر أن مجموعة من الهيئات الحقوقية والفعاليات الأمازيغية كانت قد أعربت عن تضامنها الواسع مع الفنانة فاطمة تابعمرانت، بعدما “انتشر مؤخرا مقطع فيديو شخص معروف بممارسة الدعوة الرقمية، تضمن عبارات مسيئة في حق الفنانة المذكورة”.
وأفادت هذه الفعاليات في بيان تضامني أن الفيديو المذكور “كال السب والشتم للفنانة المقتدرة فاطمة تابعمرانت، ونعتها بأوصاف وقحة، ضاربا في عرضها وشخصها ورصيدها الفني، بلغة تهكمية ينهلها صاحب المقطع المصور من وعاء التجريح والتهريج الغارق في السفالة والسفاهة”.
وأكد ذات البيان الذي تتوفر أكادير 24 على نسخة منه، أن الشخص الذي نشر الفيديو المذكور “دأب على إقحام رموز الثقافة الأمازيغية وحضارتها في خرجاته الدعوية داخل لبوس ديني سلفي”، مشيرا إلى أن ذات الشخص “سبق وهاجم الموسيقى الأمازيغية واحتفالات إيض ايناير وغيرها..”.
وشدد الموقعون على البيان على تنديدهم واستنكارهم الشديد لتصريحات هذا الشخص، والتي اعتبروا أن الهدف منها هو “الرفع من عدد الزوار والمتابعين ومداخيل الأدسنس”.
وتبعا لذلك، دعت الهيئات والفعاليات الموقعة على البيان إلى محاسبة المتورطين في “نشر خطابات الكراهية والضرب في أعراض الفنانيين وتشويه سمعتهم، استغلالا للدين، والتصدي بحزم لحملات التشهير والتشويه المستهدفة للفنون الأمازيغية ورموزها”.
ومن جهة أخرى، طالب البيان بـ “تقنين الدعوة الدينية الرقمية، وحماية المشترك الديني من “شيوخ اليوتوب” الذين يمارسون الدعوة والفتوى الدينية بدون أية مرجعية علمية وفقهية”.