خرج عدد من سكان دواوير أيت عبدي تمزاغرت تيدارت إغالن، التابعة لجماعة إملشيل بإقليم ميدلت، في شكل احتجاجي للتعبير عن معاناتهم جراء الحصار الذي فرضته التساقطات الثلجية الكثيفة على المنطقة، والذي تجاوز خمسة عشر يوما دون تدخل فعال لفك العزلة.
وحسب إفادات مشاركين في هذا الاحتجاج، الذي انتشرت مقاطعه على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، فإن استمرار إغلاق الطريق الرابطة بين جماعة إملشيل بإقليم ميدلت وجماعة زاوية أحنصال بإقليم أزيلال، جعل الساكنة تعيش أوضاعا صعبة في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، إضافة إلى الظروف المناخية القاسية التي تزيد من معاناة الأسر.
وأعرب المحتجون عن مخاوف حقيقية من تسجيل خسائر بشرية، خاصة في صفوف الأطفال وكبار السن، في ظل نفاد المؤونة وصعوبة الوصول إلى المراكز الصحية أو الأسواق الأسبوعية.
وأكد عدد من المتظاهرين أن إنجاز الطريق الجديدة بالمنطقة كان قد بعث آمالا كبيرة لدى الساكنة بإنهاء سنوات من العزلة، خصوصا خلال فصل الشتاء، حيث اعتقد السكان أن السلطات ستتدخل بشكل فوري لفتح الطريق بمجرد تساقط الثلوج، غير أن الواقع خيب هذه التوقعات.
وأضاف المتحدثون أن هذا الاعتقاد دفع عددا من الأسر إلى عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة من حيث تخزين المواد الغذائية، قبل أن يشتد الحصار يوما بعد يوم، ما زاد من حدة الأزمة ومعاناة السكان.
وشددت الساكنة على أن مطالبها لا تتعلق بالحصول على مساعدات ظرفية، بقدر ما تركز على ضرورة فتح الطريق بشكل عاجل ومستمر، لتمكينهم من التنقل وتأمين حاجياتهم الأساسية بشكل طبيعي.
وفي المقابل، أفادت مصادر محلية بأن السلطات أخبرت الساكنة بوجود مجهودات تبذلها الفرق المختصة لإزاحة الثلوج وفتح الطريق، غير أن استمرار التساقطات الثلجية وصعوبة التضاريس الجبلية تجعل هذه التدخلات بطيئة وغير كافية في الوقت الحالي، الأمر الذي يفاقم حالة القلق والترقب في صفوف الأسر المحاصرة.
ويبقى سكان دواوير إملشيل عالقين بين قسوة الطبيعة وبطء التدخل، في انتظار حل عاجل يضع حدا لمعاناتهم المتكررة مع كل فصل شتاء.
