في خطوة استعجالية تهدف إلى الحد من الخسائر التي خلفها الحريق الذي شب بسوق “جنان الجامع” التاريخي بتارودانت، يوم الخميس 16 أكتوبر الجاري، اتفقت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، ورئيس المجلس الجماعي لتارودانت، عبد اللطيف وهبي، على إعطاء الانطلاقة الفورية لمشروع إعادة تأهيل السوق، أحد أبرز المعالم التجارية في المدينة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الأشغال ستنطلق خلال الأيام القليلة المقبلة تحت إشراف مؤسسة العمران سوس ماسة، في إطار البرنامج الشامل لإعادة تأهيل المدينة العتيقة لتارودانت، والذي يهدف إلى ترميم النسيج العمراني العريق وتعزيز جاذبية المدينة الاقتصادية والسياحية.
ويعد هذا المشروع جزءا من برنامج تنموي ضخم تبلغ كلفته الإجمالية أزيد من 560 مليون درهم، ويتضمن 14 مشروعا حيويا، تشمل إعادة هيكلة الأسواق التقليدية، وتأهيل الدور الآيلة للسقوط، وتهيئة الأحياء التاريخية، ومعالجة وضعية البنايات الملتصقة بالأسوار العتيقة، فضلا عن تطوير الساحات والمناطق الخضراء وتحديث شبكة الإنارة العمومية.
وكشفت المصادر أن الاتصالات المكثفة التي أجراها عبد اللطيف وهبي، بعد الحريق، مع عامل الإقليم وعدد من القطاعات الحكومية، أثمرت عن منح مشروع “جنان الجامع” أولوية قصوى بالنظر إلى رمزيته ومكانته الاقتصادية، إذ يضم أزيد من 700 محل تجاري ويعد من أكبر مراكز النشاط التجاري بالمدينة العتيقة.
وإلى جانب ذلك، تستعد المدينة لإطلاق حزمة من المشاريع التنموية الأخرى بقيمة تفوق 100 مليون درهم، من بينها تحديث نظام التشوير والعنونة، وتوسيع المساحات الخضراء، وتثبيت الإنارة حول الأبواب والأسوار التاريخية، علاوة على مشاريع إضافية تتجاوز قيمتها 635 مليون درهم، تشمل تأهيل مؤسسات ثقافية واجتماعية مثل دور الشباب والنساء، وتثمين دار الدباغ وتأهيل مداخل المدينة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل حالة من القلق تسود أوساط التجار والسكان بعد الخسائر المادية الكبيرة التي خلفها حريق سوق “جنان الجامع”، والذي أتى على محلات تجارية ومخزون سلع متنوعة، مهددا مصدر رزق عشرات الأسر.
التعاليق (0)