بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية وتضامن إلى فخامة السيد فلادمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، على إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مركزا للحفلات بموسكو. ومما جاء في نص البرقية “لقد علمت بعميق التأثر وشديد الاستنكار، بنبأ الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مركزا للحفلات بموسكو، مخلفا العديد من الضحايا والمصابين”.
وأضاف جلالة الملك “وإني إذ أعبر لفخامتكم عن إدانة المملكة المغربية الشديدة لهذا الفعل الإجرامي الجبان وعن تعاطفها وتضامنها مع بلدكم الصديق، لأعرب لكم، ومن خلالكم إلى الأسر المكلومة وإلى الشعب الروسي، عن أحر التعازي وصادق مشاعر المواساة إزاء هذا الحادث المفجع، داعيا الله أن يلهمكم جميعا الصبر والسلوان وأن يتقبل الضحايا في ملكوته الأعلى ويمن على المصابين بالشفاء العاجل”.
في هذا السياق، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن يوم غد الأحد سيكون يوم حداد وطني، على إثر الهجوم المميت الذي استهدف قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو مخلفا 115 قتيلا على الأقل.
وقال بوتين اليوم السبت في كلمة متلفزة، هي الأولى منذ الهجوم الذي ن فذ أمس على قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هال” في كراسنوغورسك، البلدة الواقعة على بعد حوالي عشرين كيلومترا غرب العاصمة: “أعرب عن أحر وأصدق التعازي لكل من فقد فردا عزيزا عليه. البلد بأكمله وشعبنا قاطبة يشاطركم حزنكم. أعلن يوم 24 مارس يوم حداد وطني”.
وبعد تنديده بهذا “العمل الإرهابي الدموي والهمجي”، الذي خلف عشرات الضحايا المسالمين والأبرياء، بينهم أطفال ومراهقون ونساء، أعرب الرئيس الروسي عن امتنانه لجميع من شارك في عمليات الإنقاذ وإخماد النيران والحيلولة دون وقوع المزيد من الخسائر.
وتابع بوتين: “سنقدم المساعدة اللازمة لجميع العائلات التي تأثرت حياتها بسبب هذه المحنة الرهيبة”، مشيرا إلى أنه في موسكو وجهتها، وأيضا في جميع مناطق البلاد، “تم اتخاذ تدابير إضافية لمكافحة الإرهاب ومكافحة التخريب”.
وشدد على أن الأساسي الآن هو منع من يقفون وراء حمام الدماء هذا من ارتكاب جرائم جديدة، لافتا إلى أن “المنفذين الأربعة المباشرين للهجوم الإرهابي، وهم جميع من أطلق النار وقتلوا الناس، تم العثور عليهم واعتقالهم”.
وتابع بوتين “لقد حاولوا الاختباء واتجهوا نحو أوكرانيا، حيث فتحت لهم، بحسب البيانات الأولية، نافذة من الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة”، مسجلا أنه تم اعتقال ما مجموعه 11 شخصا.
وأوضح أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وهيئات إنفاذ القانون الأخرى “تعمل على تحديد وكشف الأرضية التي استند عليها الإرهابيون بشكل كامل: أولئك الذين وفروا وسائل النقل، ووضعوا مسارات الإخلاء من مسرح الجريمة، وأعدوا أماكن الاختباء ومخابئ الأسلحة والذخائر”.
وأكد الرئيس الروسي أنه “من الواضح أننا لا نواجه هجوما إرهابيا بسيطا تم التخطيط له بعناية، فنحن أمام عملية قتل جماعي معدة ومنظمة”، مشيرا إلى أن جميع مرتكبي هذه الجريمة ومنظميها ورعاتها سيلقون عقوبة “عادلة وحاسمة”.
وخلص بوتين إلى القول “لقد مرت روسيا مرارا وتكرارا بتجارب صعبة، لا تطاق أحيانا، لكنها أصبحت أقوى. وسيحدث الشيء نفسه اليوم”.
يشار إلى أن كييف نفت أي صلة لها بهذا الهجوم المميت، بعد أن أكدت الأجهزة الخاصة الروسية أن المهاجمين كانت لهم اتصالات في أوكرانيا وكانوا بصدد محاولة الفرار إليها عندما تم القبض عليهم.