باشرت السلطات المحلية بمدينة فاس، صباح اليوم الخميس 11 دجنبر الجاري، سلسلة من التدخلات الاستعجالية بمحيط البنايتين المنهارتين بحي المسيرة، حيث عملت على تأمين المكان وإخلاء السكان من المنازل المجاورة كخطوة احترازية تهدف إلى ضمان سلامتهم ومنع أي مخاطر محتملة قد تنجم عن وضعية المباني الآيلة للسقوط.
ويأتي هذا التحرك قبل انطلاق عملية الخبرة التقنية التي ستباشرها فرق مختصة للوقوف على كل التفاصيل المرتبطة بالحادث.
ومن المرتقب أن تشمل الخبرة دراسة دقيقة للبنية الهندسية للبنايتين المنهارتين، وتحليل الأسباب التقنية التي قد تكون وراء الانهيار، في مسعى لتحديد المسؤوليات ووضع تصور شامل للإجراءات الوقائية الضرورية لتفادي تكرار مثل هذه الفواجع.
وإلى جانب ذلك، يجري العمل على تقييم حالة البنايات المجاورة، خصوصا تلك التي تظهر عليها مؤشرات هشاشة، قصد تأمينها ضمن خطة شاملة تستهدف حماية السكان والحفاظ على ممتلكاتهم.
وفيما يخص مستجدات الوضع الصحي للمصابين، كشف المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس أن حصيلة المصابين الذين استقبلهم منذ لحظة وقوع الحادث بلغت 17 شخصا، ما يزال بعضهم تحت المراقبة الطبية.
وأوضحت البروفيسور فاطمة الزهراء المرنيسي، المديرة العامة للمركز الاستشفائي، أن خمسة من المصابين يتواجدون بقسم الإنعاش، من بينهم طفل، مؤكدة أن حالتهم مستقرة رغم خطورة الإصابات التي تعرضوا لها.
أما باقي المصابين، الذين تتنوع إصاباتهم بين الكسور والجروح البليغة، فقد أكدت البروفيسور أنهم غادروا قسم الإنعاش بعد تلقي العلاجات الضرورية، وتم توزيعهم على مختلف المصالح الاستشفائية لمتابعة حالتهم الصحية واستكمال علاجاتهم.
ويذكر أن حادث انهيار البنايتين خلف 22 وفاة و16 مصابا وفق آخر حصيلة رسمية، ما جعله واحدا من أكثر الحوادث مأساوية التي شهدتها مدينة فاس خلال السنوات الأخيرة، واستدعى استنفارا واسعا لمختلف المصالح للتعامل مع تداعياته الإنسانية والاجتماعة.


التعاليق (0)