تنذر ظاهرة “مغاسل الميكا” التي تنامت بشكل مقلق في عدد من مناطق المملكة بكارثة صحية خطيرة، إذ تقوم هذه الوحدات غير القانونية بغسل مخلفات بلاستيكية مستعملة، بينها نفايات طبية خطيرة، تمهيدا لإعادة تدويرها واستعمالها كمادة خام في صناعة الأكياس البلاستيكية المحظورة.
وبحسب ما أفادت به مصادر مطلعة، فقد وضعت وزارة الداخلية منذ فترة نشاط هذه الوحدات تحت مجهر المراقبة، فيما عممت توجيهات صارمة على رجال السلطة، لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
وكشفت المصادر ذاتها أن التوجيهات الجديدة ارتكزت على تقارير توصلت بها الوزارة حول انتشار هذه الوحدات غير القانونية وتمركزها بشكل لافت ضواحي الدار البيضاء، حيث تسببت في تأثيرات بيئية مقلقة، أبرزها استنزاف الموارد المائية وتحولها إلى مصدر رئيسي لتلويث الفرشة المائية وعدد من الآبار.
وأكدت مصادر الجريدة أن التقارير المتوصل بها كشفت عن ارتباط “المغاسل” بوحدات سرية لإعادة تدوير المنتوجات الخاضعة للتنظيف بواسطة مياه مستخرجة من آبار وأثقاب مائية عشوائية، مؤكدة اعتماد هذه الوحدات على آليات متهالكة لإنتاج مواد خام من المنتوجات المذكورة.
وتضمنت التقارير المرفوعة إلى الداخلية معطيات حول استغلال المخلفات البلاستيكية المعالجة في “المغاسل” والمصنعة من خلال عمليات إعادة تدوير سابقة في إنتاج أكياس بلاستيكية داكنة اللون وبسعة كبيرة، حيث يجري توزيعها في الأسواق العشوائية والأسبوعية أساسا، بعدد من مناطق المملكة.
وتجدر الإشارة إلى أن أولى خيوط النشاط المشبوه لهذه الوحدات غير القانونية انكشفت عقب عمليات مداهمة حديثة رصدت عينات من الأكياس المصنعة بواسطة البلاستيك المعاد تدويره خارج الضوابط التقنية والقانونية، فيما أظهرت التحريات احتواءها على مكونات سامة وروائح كريهة، حيث تهدد السلامة الصحية للمستهلكين وصلاحية المواد المحمولة فيها.
التعاليق (0)