تشهد مدينة أكادير، على غرار العديد من مدن المملكة، انتشار محلات غير مهيكلة مختصة في إنتاج مادة الخبز، فضلا عن استمرار نشاط بيعه بشكل عشوائي على مستوى الشوارع، وهي الظواهر التي تقلق مهنيي المخابز.
ويطمح المهنيون إلى أن ينهي البرنامج التعاقدي الخاص بتطوير قطاع إعداد الخبز والحلويات “العشوائية والفوضى” التي يتخبط فيها القطاع، حيث ينتظر هؤلاء التوقيع على هذه الوثيقة، إلى جانب القطاعات الحكومية المعنية بالأمر، بعد أشهر من عقد جلسات الحوار بخصوص مضامينها.
وكان ممثلو أرباب المخابز بالمملكة قد التقوا، خلال شهر أكتوبر الماضي، بمسؤولين بعدد من الوزارات، بما فيها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حيث تم الاتفاق على مضامين البرنامج التعاقدي.
وفي ظل انعدام أي مستجدات بشأن ما تم الاتفاق عليه، بدأ القلق يتسرب إلى نفوس المهنيين، خاصة في ظل الانتشار الواسع لمحلات بيع الخبز، أو بيعه بالتجوال، خلال شهر رمضان.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الرئيس المنتدب للجامعة الوطنية للمخابز والحلويات، الحسين الزاز، أن “مهنيي القطاع يعولون على البرنامج التعاقدي المذكور لدحر العشوائية وتحديد المهنيين الحقيقيين، وبشكل دقيق، عوضا عن ترك الأمور كما هي عليها خلال الوقت الراهن، وذلك بعدما ارتفع منسوب ممتهني نشاط إعداد الخبز بشكل عشوائي”.
وأوضح الزاز أن آخر لقاء للمهنيين مع القطاعات الحكومية، خلال جلسات الحوار المنعقدة حول هذا الموضوع، تضمن تطمينات بقرب توقيع البرنامج التعاقدي الخاص بالقطاع، “في حين لم يظهر أي تطبيق لهذه التطمينات والوعود على أرض الواقع”.
وأكد ذات المتحدث أنه “لم تتم دعوة المهنيين، إلى حدود اليوم، لتوقيع البرنامج التعاقدي المذكور من قبل الجهاز الحكومي”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من مناقشة مضامينه والاتفاق حولها، لم يتم تسجيل أي جديد بخصوص هذه المسألة، وهذا أمر يجب ألا يستمر”، وفق تعبيره.
ولفت الفاعل النقابي ذاته إلى أن “المهنيين يتفهمون أن الأطراف الحكومية ظلت منشغلة خلال الأشهر الماضية بملفات لها علاقة بالجانب الاقتصادي والاجتماعي بالمملكة، غير أن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب هذا القطاع الذي ينشد بدوره ملامسة التطور، باعتباره واحدا من القطاعات التي يجب أن تتغير جذريا خلال السنوات المقبلة، ما دام أن المملكة ستستضيف تظاهرات مهمة”.
وتجدر الإشارة إلى أن مشروع البرنامج التعاقدي الخاص بتطوير قطاع إعداد الخبز والحلويات يستهدف دعم إنتاج الخبز وتوفير المواد الأولية بأسعار معقولة، إذ يراهن عليه
المهنيون من أجل محاربة العشوائية على مستوى القطاع، بعد الانتشار المتواصل للمحلات النشطة في إعداد هذه المادة الأساسية بالنسبة للمغاربة.
التعاليق (0)