agadir24 – أكادير24/ ومع
أكد الملك محمد السادس أن المغرب نجح في ترسيخ مكانته كمحفز استراتيجي للشراكات جنوب-جنوب، ليضطلع بدوره كجسر طبيعي يربط بين مختلف جهات القارة الإفريقية وبلدان الجنوب. جاء هذا التأكيد في رسالة ملكية موجهة إلى المشاركين في دورة 2025 لـ”ملتقى إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، الذي انطلقت أشغاله اليوم الأحد بمدينة مراكش.
وفي هذه الرسالة، أبرز الملك أن المملكة أطلقت مشاريع ملموسة ومهيكلة، من شأنها أن تُحدث تحولًا مستدامًا في المشهدين الاقتصادي والاجتماعي بالقارة الإفريقية.
وتتجسد هذه الرؤية الملكية في مجموعة من المشاريع القارية الكبرى، التي تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية الشاملة. ومن أبرز هذه المشاريع، يبرز خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، الذي وصفه الملك، في رسالته التي تلاها مستشاره أندري أزولاي، بأنه مشروع طموح يجسد مسارًا حقيقيًا نحو التكامل والتنمية الاقتصادية المندمجة، ليس فقط عبر مد الغاز، بل أيضًا من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول التي يعبرها.
وفي سياق تعزيز التعاون الإقليمي، ووفق مقاربة تضامنية وتنموية مشتركة، أطلق المغرب “المبادرة الأطلسية”، التي تهدف إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مما يشكل قاعدة متينة لنموذج جديد من التعاون الإقليمي. كما تم إطلاق “مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية”، الذي يعزز الروابط بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي ويعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.
وإلى جانب هذه المشاريع، شدد الملك محمد السادس على أهمية الخبرة المغربية المتراكمة في عدد من القطاعات الاستراتيجية، والتي تشكل ركيزة أساسية في تطوير الشراكات القارية. فقد راكم المغرب تجارب ناجحة في مجالات الطاقات المتجددة، والفلاحة المستدامة، والخدمات المالية، والبنى التحتية للنقل. وتُعد هذه الخبرات، بحسب الرسالة الملكية، قاعدة صلبة لتعزيز التعاون وتمكين الدول الإفريقية من الاستفادة من التجربة المغربية لتحقيق أهدافها التنموية.
وفي ما يخص الجانب المالي، أبرز الملك أن المغرب واعٍ تمامًا بأهمية التمويل في دفع عجلة التنمية، ولذلك تبنى مقاربة استراتيجية مبتكرة تقوم على تطوير آليات مالية حديثة والتعبئة الناجعة للموارد الوطنية. وفي هذا السياق، أشار جلالته إلى أن صندوق محمد السادس للاستثمار يشكل أداة فعالة لتحفيز الاستثمار الخاص، ومواكبة المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الابتكار، وتشجيع التنمية المستدامة. كما نجح القطب المالي للدار البيضاء في ترسيخ موقعه كمركز مالي إقليمي بارز، يجلب تدفقات مالية مهمة نحو القارة الإفريقية، ويعزز قدرتها على تمويل مشاريعها التنموية.
وفي ختام رسالته، جدد الملك محمد السادس التأكيد على التزام المغرب الثابت بمواصلة جهوده من أجل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة في إفريقيا. وأكد أن المملكة ستستمر، بكل عزم وإصرار، في تعبئة الموارد، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتشجيع الآليات المالية الفعالة، بما ينسجم مع رؤيتها البناءة للتعاون جنوب-جنوب، ووفاءً بالتزامها الصادق من أجل مستقبل مشرق للشعوب الإفريقية.
التعاليق (0)