العيون : عملية نوعية للدرك الملكي تكشف تحول شبكات الهجرة إلى أساليب الاختطاف وطلب الفدية

أكادير والجهات

كشفت مصادر أكادير24 أن عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي للعيون نفذت واحدة من أكبر وأخطر العمليات الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تمكنها من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في الهجرة السرية، تحولت أنشطتها إلى الاختطاف وطلب الفدية في سابقة تعكس حجم خطورة هذه التنظيمات التي أصبحت تستغل المهاجرين في عمليات ابتزاز شبيهة بأساليب “المافيا العالمية”.

انطلاق التحريات بعد شكاية عائلة أحد المختطفين

وتفيد المصادر أن فصول القضية بدأت عندما تقدّم أحد أقارب مختطف بشكاية مستعجلة للمصالح الدركية، يؤكد فيها تلقيه اتصالات تهديدية من مجهولين، يطالبون بفدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراح قريبهم الذي جرى استدراجه بدعوى تهجيره نحو إحدى الجزر الإسبانية.

فور التوصل بالشكوى، أعطى قائد السرية تعليماته لفتح تحقيق استعجالي، بتنسيق مباشر مع القائد الجهوي للدرك الملكي، ليتم تشكيل فريق بحث برئاسة قائد المركز القضائي اعتمد على وسائل تقنية متطورة، إلى جانب عمليات تمشيط ميدانية مكثفة في المناطق المشبوهة ضواحي المدينة.

تحقيقات دقيقة تحدد موقع الاحتجاز

وبحسب ما علمته أكادير24، فقد أسفرت هذه التحريات عن تحديد موقع وجود “الرهائن” داخل منزل معزول يُستغل كمخبأ سري للعصابة وسط الصحاري، كانت تنقل إليه ضحاياها بعد استقطابهم من مدن مختلفة عبر وسطاء يغرونهم بوعود “رحلات مضمونة” نحو الضفة الأخرى.

وبعد مراقبة دقيقة لمحيط المكان، تمت مداهمة الموقع في عملية أمنية محكمة، جرى خلالها تحرير سبعة رهائن كانوا محتجزين في ظروف قاسية، تظهر عليها آثار الإجهاد وسوء المعاملة.

توقيف فرد من العصابة وحجز سيارة رباعية الدفع

وخلال التدخل نفسه، أوقفت العناصر الدركية أحد أفراد الشبكة، فيما تمكن باقي المتورطين من الفرار مستغلين تضاريس المنطقة. كما تم حجز سيارة رباعية الدفع مجهولة المصدر كانت تستعمل في نقل الضحايا وتسهيل تحركات الشبكة بين مسالك صحراوية وعرة.

شبكة تعتمد أساليب المافيا الدولية

وتشير المعطيات التي حصلت عليها أكادير24 إلى أن هذه الشبكة لم تكن تعد تستطيع تنظيم رحلات الهجرة السرية، لتتحول لإعتماد أسلوب إجراميا جديداً يقوم على:

استدراج الراغبين في الهجرة من عدة مدن واحتجازهم في منازل سرية والاتصال بعائلاتهم للمطالبة بفدية مالية

مع تهديد الضحايا بعنف جسدي في حال تأخر الأداء

هذه التحولات الخطيرة تأتي في وقت أصبح فيه الخناق يضيق على شبكات الهجرة بالمسالك البحرية، ما دفع بعض العصابات إلى أساليب أكثر تطرفاً وتعقيداً.

جهود الدرك الملكي بالأقاليم الجنوبية.. يقظة مستمرة أمام شبكات متطورة

وتبرز هذه العملية، حسب مصادر أكادير24، حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها مصالح الدرك الملكي بالأقاليم الجنوبية وخصوصا بسرية العيون، حيث أصبحت المنطقة وجهة لعصابات منظمة تسعى لاستغلال امتدادها الصحراوي وخصوصية جغرافيتها لتنفيذ عمليات تهريب البشر، الاتجار في المهاجرين، بل وتحوّل بعضها إلى أشكال من الاختطاف.

ويعتبر هذا التدخل رسالة واضحة لهذه الشبكات مفادها أن الأجهزة الأمنية يقظة وتتابع تحركاتها بدقة، خصوصاً بعد تسجيل ارتفاع مقلق في حالات النصب والابتزاز المرتبطة بالهجرة السرية.

فتح بحث معمق وتوسيع دائرة التحقيق

هذا، وقد تم وضع الموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة التحقيق، فيما تواصل المصالح الدركية أبحاثها لتعقب باقي أفراد الشبكة، التي يُرجّح أنها تتكون من عدة أشخاص موزعين بين وسطاء ومنفذين وسائقين.

تحذير للمواطنين من الوقوع في فخ هذه العصابات

وتدعو المصادر ذاتها المواطنين إلى الحذر من الوعود الكاذبة لشبكات التهريب، خاصة بعد بروز أساليب احتيالية تصل إلى حد الاختطاف وطلب الفدية، ما يجعل أي تعامل مع هذه الشبكات مخاطرة قد تنتهي بمآسٍ خطيرة.