للحديث عن ظهور قيم التضامن و المساندة و الاخاء بشكل قوي ،في زمن وباء كورونا في المجتمع المغربي ،كان للجريدة الحوار التالي ،مع خالد ألعيوض ،استاذ باحث و فاعل جمعوي :
1 ماهي قرائتك لدور وسائل الاعلام و أهميتها في تحسيس المواطنين ،في ظل وباء كورونا ؟
أعتقد أن وسائل الاعلام بكل تجلياتها ،لعبت دورا هاما مند البداية الى حد الآن ،عبر القنوات و الجرائد و الراديو الذي يستمع اليه الكثير من المناطق و الثكنات العسكرية والبحارة وعمال الضيعات الفلاحية .هؤلاء يتتبعون بشكل كبير امواج الاذاعة .لدى يجب ان نتناول البرامج بشكل من التبسيط .لان في بعض الحالات ،يطغى الخطاب الاكاديمي .فحان الوقت ان نخاطب المواطنون بكل تلاوينهم ،وبالتالي يجب ان نستعمل جميع اللغات ،الامازيغية بتنويعاتها :تاشلحيت ،تمازيغت،تاريفت ،الحسانية والدارجة المغربية .علاوة على ان وسائل الاعلام ،عليها ان تستعين بالمشاهير ،رياضيين ،فنانين ومثقفين وهلم جرا ،لما لهم من تاثير كبير على الناس ،ويجب ان تستمر العملية التحسيسية ،لتحسيس الجميع بأنتا امام خطر يداهم ،والذي قد استهان بهذا الفيروس في البداية ،عبر شبكات التواصل التي تروج اشياءا على سبيل التنكيت .فالامر اخطر مما يتصور .لدى يجب ان ننضبط لاوامر و توصيات المسؤولين ،مع الاشتغال بالتنسيق مع الجميع ،لكي نخرج من هذه المعركة بانتصار على هذا الفايروس الفتاك .وذلك بتضامننا وتآزرنا وانضباطنا .
2 ماذا عن الانخراط الكلي للاطباء في العملية التحسيسية ،في مختلف وسائل الاعلام ،للتحسيس بخطورة الامر ؟
اكيد ان الأضواء اليوم ،مسلطة في اي وقت مضى ،على الاطباء الذين انخرطوا بشكل جدي ،لايصال المعلومة الى الجميع ،كل بلغته .وعليهم أن يبسطوا المعلومة وان تكون في المتناول ،بعيدا عن الخطاب العلمي الصارم ،الذي مكانه هو مدرجات الجامعات .
3 كيف تنظر الى مرحلة ما بعد كورونا ؟ وماهي الدروس التي يمكن ان نستفيدها ،كمجنمع مغربي ؟
طبعا هذه الجائحة تجعلنا ان نفكر في النموذج التنموي الجديد ،وان نهتم بقطاعين اساسيين : الصحة و التعليم .فقد اتضح اليوم ،ان المزيد بالاهتمام بقطاع الصحة ،ضروري جدا .وذلك بالاستمرار في تكوين الاطباء ودعم كليات الطب والصيدلة ،وكذا الاطر المغربية الكفأة ؛والتي نفتخر بها.بعضها للأسف غادر أرض الوطن البحث عن افق أخرى ،لكن ارض الوطن ارحب وصدره احسن ،اذا وفرنا الشروط لكي نحضن ابنائنا .فضلا على ان كل ما صرفنا في قطاع الصحة ،ليس مالا ضائعا ،بل صحة المواطن افضل من كل شيئ ،لخلق وطن سليم ذو صحة جيدة وبالتالي فالانتاج يكون ذو جودة عالية .اضافة الى ان المزيد من العمل في التعليم يمكن ان ينجح ،لان في ظرف زمني وجيز ،تجند الجميع لتسجيل دروس عبر وسائل الاتصال ،وتبني تقنيات التواصل مع التلاميذ والطلبة .فاللحظة تعد لحظة حماس ،يجب ان نستغلها لبناء أسس وطنية جديدة ،بقيم تنبني على التآزر .فعلى النموذج التنموي المغربي ،ان يقرأ كورونا ليستخرج منها الاجود ،قصد بناء مرحلة مابعد هذه الجائحة ،وتجاوز الاشياء السلبية بعودة الى حضن الجماعة .
4 بعد انتشار فايروس كورونا ،تعامل معه البعض بالاشاعة لخلق الهلع في صفوف المواطنين .لكن السلطات الأمنية تدخلت على الخط في الوقت المناسب ،فأحالت العديد على العدالة ؟
بالفعل ،الاشاعة تسير كالنار في الهشيم ،بفضل الاستغلال السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي.فهناك اناس غير مسؤولون يحاولون خلق البلبلة عبر نشرهم لاخبار زائفة تخلق عدم الاطمئنان في نفوس المواطنين .فرجاءا العمل على وضع الثقة في مؤسساتنا ،التي تعتبر مصدر كل الاخبار .فالاشاعة لن تفيذ الا في تعقيد الوضع ،لكون الظرف حساس .فعلى الجميع ان يتجند لاجل تجاوز هذه الجائحة ،لنخرج من هذا الحرب الفتاك منتصرين ،متضامنين بعضنا البعض.
محمد بوسعيد