الطقس يقلب موازين الأسواق، وارتفاع جديد في أسعار الخضر يقلق المواطنين

مجتمع

عرفت أسواق الخضر خلال الأيام الأخيرة موجة من الارتفاع في الأسعار، تزامنا مع التساقطات المطرية التي شهدتها عدد من مناطق المملكة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، خصوصا في المدن الكبرى والأحياء ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

وأفاد عدد من المستهلكين بأن أسعار خضر أساسية، مثل الطماطم والجزر والبطاطس، سجلت زيادات ملحوظة مقارنة بالفترة التي سبقت التساقطات المطرية، الأمر الذي أثار استياء العديد من الأسر، خاصة مع تزامن هذه الزيادات مع مصاريف يومية متزايدة.

وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذا الارتفاع لم يقتصر على أسواق البيع بالتقسيط فقط، بل انطلق أساسا من أسواق الجملة، حيث أدى تراجع الكميات المعروضة إلى رفع الأسعار، قبل أن تنتقل هذه الزيادات إلى الأسواق الأسبوعية ومحلات بيع الخضر بالأحياء الشعبية.

وفي هذا السياق، أوضح مهنيون في قطاع الخضر والفواكه أن التساقطات المطرية المتواصلة، إلى جانب تساقط الثلوج في بعض المناطق، تسببت في صعوبة عمليات الجني داخل الضيعات الفلاحية، فضلا عن تعطل النقل نتيجة انقطاع بعض الطرق، ما أثر بشكل مباشر على تموين الأسواق.

وأكد هؤلاء أن عددا من المنتجات لم تعد متوفرة بالكميات المعتادة داخل أسواق الجملة، وهو ما يفرض منطق العرض والطلب، ويدفع الأسعار نحو الارتفاع، مبرزين أن الباعة يجدون صعوبة في تلبية حاجيات الزبائن بنفس الأثمان التي كانت معتمدة سابقا.

ورغم هذا الوضع، شدد المهنيون على أن هذه الزيادات تبقى ظرفية ومرتبطة أساسا بالتقلبات المناخية، متوقعين أن تعرف الأسعار نوعا من الاستقرار فور تحسن الأحوال الجوية واستئناف عمليات الجني والنقل بشكل طبيعي.

وطمأن ذات المتحدثين عموم المواطنين إلى أن التساقطات المطرية الحالية سيكون لها أثر إيجابي على المدى المتوسط، إذ ستساهم في تحسين الإنتاج الفلاحي ووفرة الخضر خلال الأشهر المقبلة، وهو ما سينعكس بشكل واضح على تراجع الأسعار وعودة التوازن إلى الأسواق.