وجد الناخب الوطني وليد الركراكي نفسه تحت ضغط جماهيري وإعلامي غير مسبوق، قبل أسابيع قليلة من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه أشبال الأطلس بتتويجهم بكأس العالم لأقل من 20 سنة في الشيلي.
ووفق ما أوردته يومية “الأحداث المغربية” في عددها الصادر ليوم الخميس 23 أكتوبر 2025، فإن التألق اللافت لجيل الشباب، وما رافقه من احتفالات عارمة وتطلعات متزايدة لحصد الألقاب، رفع سقف التحديات أمام المنتخب الأول ومدربه، الذي بات مطالبا بتقديم أداء مقنع يوازي ما قدمه رفاق معمة والزابيري في المونديال الشاب.
وأضافت اليومية أن هذا التتويج أعاد إشعال النقاش حول خيارات الركراكي التكتيكية، خاصة مع تكرار الانتقادات التي تطاله بسبب اعتماده على نهج واحد منذ مونديال قطر 2022، دون تنويع في أسلوب اللعب أو استثمار المواهب الصاعدة.
وأوردت الصحيفة أن المدرب بات اليوم مطالبا بتجديد دماء المنتخب وإدماج عناصر أكثر جاهزية وقدرة على تنفيذ خطط متنوعة، خصوصا بعد النجاح الباهر للمدرب محمد وهبي، الذي تمكن من قيادة منتخب الشباب للتغلب على مدارس كروية عالمية مثل إسبانيا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين بفضل مرونته التكتيكية.
ومن جهة أخرى، خطف اللاعب معمة الأضواء خلال المونديال، بعدما توج بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، إثر أدائه المذهل في المباراة النهائية أمام الأرجنتين (2-0)، حيث لعب دورا محوريا في الضغط وصناعة الفارق الهجومي.
وبدوره، تألق ياسر الزابيري بشكل لافت، بتسجيله ثنائية حاسمة في النهائي، ليصبح أول لاعب إفريقي يسجل هدفين في نهائي كأس العالم لفئة أقل من 20 سنة، فيما تألق ياسين جيسيم بتسجيل هدفين وتقديم ثلاث تمريرات حاسمة، مؤكدا حضوره الفني المميز وقدرته على المراوغة والتحرك في المساحات الضيقة.
وفي المقابل، يحاول الركراكي التعامل بهدوء مع الضغوط المتزايدة، مؤكدا في تصريح عقب المباراة الودية الأخيرة أمام الكونغو أن المنتخب الوطني جاهز لخوض التحدي القاري، قائلا: “الطريق لن يكون سهلا، لكننا نمتلك العزيمة والذكاء التكتيكي اللازمين لخوض كل مباراة بتركيز كبير”.
وبين نجاح جيل الأشبال وتطلعات الجماهير إلى تتويج جديد في عقر الدار، يبدو أن الركراكي يدخل مرحلة حاسمة من مسيرته، حيث لا مكان للأخطاء ولا مفر من تحقيق إنجاز يليق بتاريخ الكرة المغربية.
