“الدعم المباشر للكسابة”… بادرة حكومية تعيد الأمل إلى مربي الماشية

مجتمع

استقبل مربو الماشية وهيئاتهم المهنية بإيجابية كبيرة إعلان وزارة الفلاحة والتنمية القروية عن تفاصيل “عملية صرف الدعم المباشر لفائدة الكسابة”، في خطوة طال انتظارها لدعم استقرار القطاع الفلاحي ومساعدة المربين على مواجهة كلفة الأعلاف والجفاف.

وحسب المعطيات التي كشفها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، فمن المرتقب أن تنطلق الدفعة الأولى من هذا الدعم بداية شهر نونبر المقبل، وتشمل إعانات موجهة لاقتناء الأعلاف، إلى جانب “مبلغ 100 درهم لكل أنثى من إناث الأغنام والماعز كتسبيق عن المنحة المخصصة للحفاظ على القطيع”.

خطوة استباقية لدعم الصمود

اعتبر عدد من المهنيين أن قرار الوزارة يعد “خطوة عملية واستباقية لدعم صمود الفلاحين والكسابة الصغار في مواجهة كلفة الأعلاف وندرة الموارد المائية”، خصوصا في ظل موسم فلاحي صعب طبعته موجة جفاف خانقة وغلاء متواصل في أسعار الأعلاف.

وأضاف هؤلاء أن اعتماد البرنامج على نتائج الإحصاء الوطني للقطيع الذي جرى بين 26 يونيو و11 غشت الماضي، إلى جانب عملية ترقيم القطيع التي شارفت على نهايتها، يشكل ضمانة حقيقية لـ”الشفافية والعدالة في توزيع الدعم”، وهي نقطة طالما طالب بها الفاعلون المهنيون.

الكسابة: دعم مباشر يبعث الأمل

في الميدان، عبر العديد من الفلاحين ومربي الماشية عن ارتياحهم لهذه الخطوة، خاصة مع اقتراب نهاية سنة 2024 التي كانت من أصعب السنوات بسبب تراكم الديون وندرة المراعي، فضلا عن ما ترتب عن قرار منع ذبح الإناث من أعباء إضافية على المربين.

وأشاد هؤلاء بكون الدعم المالي المباشر سيمكنهم من اختيار الأعلاف المناسبة حسب مناطقهم وممارساتهم، بدل فرض نوع واحد من العلف، مما يتيح مرونة أكبر في تدبير تغذية القطيع وتحسين مردوديته.

ورغم الترحيب العام، نبه ذات المتحدثين إلى أن صرف الدعم مباشرة في الحسابات البنكية قد يواجه بعض الصعوبات، بسبب عدم توفر الثقافة المالية لدى شريحة واسعة من الفلاحين والكسابة في القرى، الذين مازالوا يثقون بالتعاملات المالية الورقية، ما يتطلب مواكبة ميدانية وتوعية لتيسير العملية.

موقف الجمعيات المهنية: خطوة في الاتجاه الصحيح

أكد سعيد شاطبي، المدير العام للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز بالمغرب، أن القرار يمثل “مبادرة في محلها وفي توقيت دقيق”، بالنظر إلى الضغوط التي يعانيها الكسابة بفعل الجفاف وارتفاع كلفة العلف.

وأشار شاطبي إلى أن “الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز تثمن بشدة هذا القرار الذي من شأنه دعم الفلاحين في الميدان وتعزيز صمودهم”، داعيا إلى “الاستمرار في اعتماد مقاربة تشاركية بين الوزارة والمهنيين من أجل مواكبة تنفيذ البرنامج على نحو يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه الفعليين”.

وشدد ذات المتحدث على أن القرار الجديد “يعكس وعيا حكوميا بخصوصيات القطاع ومعاناة الفلاحين الصغار”، مضيفا أن الدعم سيوفر “متنفسا حقيقيا للكسابة في هذه المرحلة الحساسة”، خاصة بعد تراجع المراعي ونفاد الأعلاف الخشنة التي وفرتها تساقطات الربيع المحدودة.

وأكد الفاعل نفسه أن “صرف هذا الدعم سيساعد على استقرار السوق وضمان استدامة النشاط الرعوي إلى حين تحسن الظروف المناخية المقبلة”، مضيفا أن “منح دعم خاص لإناث الأغنام والماعز يعد بشرى إيجابية للحفاظ على السلالات”، مع الدعوة إلى “صرف المبالغ دفعة واحدة لتخفيف الضغط والانتظار”.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً