الحروب والتضخم والجوع.. أبرز المآسي التي طبعت عام 2022

الحرب الأكرانية أكادير والجهات

أكادير24 | Agadir24

عانى العالم خلال سنة 2022 من أزمات متعددة، جعلت البعض يصف هذا العام بأنه الأسوأ في تاريخ البشرية منذ سنة 1945.

[ez-toc]

وشهدت 2022، أحداثا حفرت مكانها في التاريخ، بدءا بالحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار وتفاقم مستويات الجوع والفقر عبر العالم وصولا إلى أزمة التصخم والديون التي ضربت دولا عدة.

حرب مدمرة في هيئة “عملية عسكرية خاصة”

بدأت “العملية العسكرية الروسية” في أوكرانيا يوم 24 فبراير، بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، حيث وصفها البعض بأنها أشد الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأدت حرب أوكرانيا إلى أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، وعلى الرغم من مرور 10 أشهر على هذه الحرب، إلا أنه لا تلوح في الأفق حتى الآن أي بادرة أمل على نهاية الحرب بين موسكو وكييف.

هذا، وسبق أن أكد الكرملين في أكثر من مناسبة أنه سيقاتل حتى تتحقق جميع أهدافه، في حين تقول كييف أنه “لن يهدأ لها بال حتى ينسحب آخر جندي روسي من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014”.

حرب هي الأسوأ منذ عام 1945

شهد العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حروبا وصراعات كثيرة، لكن الحرب في أوكرانيا هي الأسوأ في تأثيرها على العالم، ليس فقط لأنها أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ عام 1945، ولكن أيضا بسبب توقيت اندلاعها وطبيعتها الجيوسياسية.

ورغم أن ساحة هذه الحرب مقيدة، حتى الآن، بحدود أوكرانيا نفسها، لكنها حرب بين الغرب وروسيا، إذ تسعى واشنطن من خلالها إلى إضعاف موسكو للأبد والتخلص منها كمنافس مسلح نوويا، ثم يكون الدور على الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة الخطر الأكبر على الهمينة الأمريكية على العالم.

وحسب عدد من المحللين العسكريين والسياسيين، فإن الحرب الروسية الأوكرانية ليست مجرد صراع حدودي بين دولتين متجاورتين، بل هي صراع ذو طبيعة عالمية متعلق بمصالح القوى الكبرى في العالم، وهو ما يجعلها أقرب إلى حرب عالمية ثالثة.

ارتفاع الأسعار

تسببت الحرب في أوكرانيا في ارتفاع أسعار النفط والغاز والحبوب بشكل مباشر، وهو ما أدى إلى معاناة دول العالم، التي كانت تعاني بالأساس بسبب تداعيات جائحة كورونا.

وتنتج روسيا وأوكرانيا معا ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، كما تعتبر أوكرانيا من الدول الرئيسية المصدرة للذرة والشعير وزيت عباد الشمس، بينما تمثل روسيا وروسيا البيضاء، التي تدعم موسكو وتخضع أيضا لعقوبات، أكثر من 40% من الصادرات العالمية من الأسمدة.

ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فقد بلغت أسعار الغذاء العالمية بالفعل مستويات قياسية عالية، حيث قفزت بمقدار 22% خلال عام 2022.

وزادت معاناة العالم من حجم أزمة الحبوب، لأنه من الصعب على بقية دول العالم مجتمعة تعويض الفجوة التي سببها حرمان السوق من ربع صادرات القمح العالمية، التي توفرها روسيا وأوكرانيا.

المجاعة تضرب دولا عدة

بينما يعاني مئات الملايين حول العالم من الجوع والارتفاع الجنوني في أسعار الغذاء والسلع الأساسية، تتبادل أمريكا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤول عن كارثة الغذاء التي تضرب الكرة الأرضية.

وعلى الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة وموثوق بها بشأن مساحة الأراضي الزراعية التي تم تدميرها بفعل العمليات العسكرية أو تلك التي أصبحت ساحات معارك، إلا أن جميع التقارير تشير إلى أن موسم الزراعة هذا العام في أوكرانيا قد تعرض لضربة قاسية.

وفي خضم استمرار الحرب وعدم وجود مؤشرات على قرب نهايتها، تزداد الصورة قتامة وتشاؤما بالنسبة للعام القادم أيضا، حيث يحتمل أن تعاني فيه دول عدة من المجاعة بسبب اعتمادها على المواد والأغذية المستوردة من أوكرانيا.

التضخم وأزمة الديون

بدأت معاناة الاقتصاد العالمي مع الأزمات منذ تفشي جائحة كورونا، التي أوقفت النشاط الاقتصادي حول العالم عاما كاملا تقريبا بسبب الحجر الصحي.

وما إن تنفس العالم الصعداء قليلا وبدا أن الأزمة الاقتصادية في طريقها للانفراج، حتى ارتفعت أسعار النفط بصورة قياسية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار جميع السلع ومعها تكاليف المعيشة، ليدخل الاقتصاد العالمي في أسوأ موجة ركود تضخمي يشهدها منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وفي خضم هذه الأحداث، زادت السياسات الأمريكية الطين بلة بعد قرار واشنطن رفع أسعار الفائدة على الدولار، العملة الرئيسية حول العالم، لتنقذ ما يمكن إنقاذه من اقتصادها، وهو ما تسبب في كوارث مالية واقتصادية لأغلب الاقتصادات الناشئة.

التعاليق (0)

التعاليق مغلقة.