تتواصل تداعيات الكارثة البيئية التي يعيشها دوار أيت الطالب ايحيا، التابع لجماعة الركادة بإقليم تيزنيت، وذلك بسبب تلوث مياه الآبار التي يعتمد عليها السكان في الشرب وسقي المزروعات.
وتشكل هذه الآفة تهديدا حقيقيا على الإنسان والبيئة بالمنطقة، إذ تشير المعطيات المتوفرة حول الموضوع إلى أن هذا التلوث ناتج عن ممارسات غير قانونية لصاحب ضيعة لتربية الدواجن، تقع على بعد حوالي 200 متر من دوار أيت الطالب ايحيا.
وبحسب تصريحات وإفادات الساكنة، فإن القائمين على الضيعة المتواجدة في الحدود مع نفوذ جماعة سيدي حساين أوعلي بإقليم سيدي إفني قاموا برمي أطنان من الدجاج النافق داخل بئر وردمه فيما بعد، دون احترام المعايير الصحية والبيئية، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة وتسرب ملوثات إلى المياه الجوفية لمجوعة من الآباء بالمنطقة.
وكحصيلة أولية، تم اكتشاف إصابة أفراد أسرة بالمنطقة بتسمم جراء استعمالهم المياه الجوفية الملوثة التي أكدت التحاليل المخبرية أنها لا تستجيب للمعايير الوطنية، ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك البشري ولا للري.
وعلى ضوء هذه النتائج المخبرية للمياه، قررت السلطات المحلية بجماعة الركادة بإقليم تيزنيت منع استعمال المياه الجوفية لمجموعة من الآبار التي تعرضت للثلوت سواء في الشرب أو السقي، بينما تدخلت مصالح عمالة تيزنيت وقامت بتزويد المتضررين بصهاريج مائية.
وموازاة مع ذلك، قامت السلطات المعنية، وفي إطار محاولتها إيجاد جل لهذه الكارثة البيئية، بمباشرة أشغال حفر البئر الذي تم ردمه على أساس استخراج بقايا الدجاج النافق، لكن الأشغال، بحسب تصريحات الساكنة، بطيئة ولا تزال النتائج بعيدة.
هذه الحلول المؤقتة انعكست سلبا على حياة الساكنة المتضررة من تلوث الماء، في ظل غياب شبكة المياه الصالحة للشرب، كما أن ذلك أثر على الزراعات المعيشية وتربية الماشية بالمنطقة، والتي تشكل مصدر عيش الساكنة.
ويعيش المتضررون من قاطني دوار أيت الطالب ايحيا أوضاعا اجتماعية واقتصادية متأزمة، في الوقت الذي يناشدون فيه الجهات المسؤولة بتبني مواقف واضحة لمعالجة هذا المشكل من الأساس، خاصة في ظل تداول أنباء تفيد بإفراغ كمية جديدة من الكتاكيت في وحدة تربية الدواجن المتهم صاحبها بتلويث المياه الجوفية.
التعاليق (0)