التوفيق يكشف تفاصيل رؤية جديدة لإصلاح التعليم العتيق بالمغرب

أخبار وطنية

agadir24 – أكادير24

أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن رؤية إصلاحية شاملة للتعليم العتيق تستند إلى تعزيز الهوية القرآنية، وتطوير المناهج والبرامج، وتحقيق حكامة تربوية ونجاعة إدارية.

وخلال كلمة ألقاها اليوم الأربعاء 23 يوليوز 2025، في حفل توزيع جوائز التميز التربوي للتعليم العتيق برسم الموسم الدراسي 2024-2025 بالرباط، أكد الوزير أن التعليم العتيق، الذي يخضع لإشراف وزارته عبر مديرية مخصصة، يشهد دينامية إصلاحية متواصلة منذ عقود، مشيرا إلى أن عدد مؤسساته بلغ 286 مؤسسة يدرس فيها أكثر من 30 ألف متمدرس، ويشرف عليها 7443 إطارا تربويا وإداريا.

وذكر التوفيق أن الوزارة بصدد إطلاق رؤية جديدة لتطوير هذا التعليم، ترتكز على ثلاثة مداخل محورية: الأول يتعلق بتعزيز الهوية العلمية والقرآنية، من خلال تأهيل الكتاتيب ومراجعة البرامج وتقوية تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية، بينما يهم الثاني تنظيم الولوج والعدالة المجالية، عبر وضع خرائط جهوية لضبط العرض التربوي وضمان تنوع المسارات ومرونتها، في حين يرتكز المدخل الثالث على تحسين جودة التأطير والتقويم، عبر تأهيل الأطر وتحديث آليات المراقبة وإصلاح نظام الامتحانات.

وفي سياق متصل، سجل وزير الأوقاف أن الرؤية الإصلاحية تقوم أيضا على ربط التعليم العتيق بجوهره القرآني، إذ سيتم ابتداء من الموسم الدراسي 2026-2027 اشتراط الحفظ الكامل للقرآن الكريم لاجتياز امتحان نهاية الطور الابتدائي العتيق، إلى جانب الرفع من معامل مادة القرآن وعدد حصصها.

وإلى جانب ذلك، تدفع الرؤية الإصلاحية، وفقا لذات المتحدث، في اتجاه تعزيز التكامل بين الكتاتيب والمدارس عبر إبرام اتفاقيات رسمية لضمان استقرار تدفق التلاميذ من الكتاتيب إلى المدارس، وتنظيم الدعم المالي المخصص لها وفق دفاتر تحملات واضحة.

وفي ما يخص التأطير، كشف المسؤول الحكومي عن تحديث بنية الإدارة التربوية وتقوية النظام المعلوماتي لتدبير شؤون المدارس، إلى جانب تحفيز الأطر التربوية والإدارية وتفعيل آليات تقييم الأداء المهني، بما يحقق حكامة فعالة وشفافية في التسيير.

وخلص ذات المتحدث إلى أن هذه الإصلاحات تروم تحويل مؤسسات التعليم العتيق إلى فضاءات حقيقية للتنمية البشرية وتعزيز القيم الروحية والوطنية، ضمن رؤية تجعل من المدرسة العتيقة “حاملة لرسالة الوسطية والاعتدال والتعايش، دون المساس بأصالتها الدينية والعلمية”.

ولم يفت وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن يشيد بعمل المحسنات والمحسنين الذين يساهمون في دعم التعليم العتيق ماديا ومعنويا، داعيا كافة الفاعلين إلى الانخراط الإيجابي في تنزيل مضامين الرؤية الإصلاحية الجديدة، من إدارات ومؤسسات ومدرسين ومجتمع مدني.

وتجدر الإشارة إلى أن حفل توزيع جوائز التميز التربوي للتعليم العتيق برسم الموسم الدراسي 2024-2025، عرف حضور عدد من التلميذات والتلاميذ المتفوقين في الأطوار المختلفة للتعليم العتيق، والذين تسلموا جوائزهم نظير ما حققوه من نتائج تشرف هذا الصرح العلمي الأصيل.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً